Ayoon Final logo details-3
Search

قلَّ الصِّحابُ

شعر: عبد الصمد الصغير

أَيا صَحْبي!.. وَقَدْ قَلَّ الصِّحابُ
لِمَنْ أَشْكُو الْجَفا ؟ لِمَنِ الْعِتابُ؟

*

كَأَنَّ الْأَرْضَ تَحْتَ الشَّمْسِ تَغْلي
وَهذا الْأُفْقُ لَيْسَ بِهِ سَحابُ

*

كَأَنَّ اللّيْلَةَ الظَّلْماءَ.. عُمْرٌ
وَلَيْسَ لَها مِنَ الصُّبْحِ اقْتِرابُ

*

أُكَلِّمُها وَحيداً.. دُونَ حُلْمي
كَراحِلَةٍ… يُراوِدُها الْإِيابُ

*

فُؤادي.. فارِغٌ مِنّي وَ مِنْكُمْ
وَ نَبْضُ دَمي يُساوِرُهُ ارْتِيابُ

*

فَصارَ مُرَوَّعَ النَّبَضاتِ قَلْبي
وَ دَمْعي، في مَآقيكُمْ يُذابُ

*

بِدَمْعِ الْعَيْنِ أَغسِلُ ما تَبَقّى
مِنَ الْكَلِماتِ، يَكْتُبُها الْخُضابُ

*

فَفي الْأَسْحارِ تَنْكَشِفُ اللَّيالي
وَ بالْأْنْوارِ، يَغْتْسِلُ الضَّبابُ

*

أَعادَتْني إِلى السّاحاتِ حَرْبٌ
بِلا نَصْرٍ، وَ لا فيها انْسِحابُ

*

وَ هَزَّتْني عَلى الْأَهْواءِ ريحٌ
إِلى حُلْمٍ، وَحَلَّقَ بي سَرابُ

*

فَباتَ الْعَزْمُ يَدْفَعُني لِحَتْفي
وَ مَوْعِدُهُ.. فِراقٌ فَاغْتِرابُ

*

وَدِدْنا.. لَوْ يُعَلِّمُنا زَمانٌ
بِأَنّا عِبْرَةٌ.. فينا الْكِتابُ

*

يُرينا كَيْفَ يَصْفو النّاسُ حُبَّاً
وَ كَيْفَ يُغادِرُ الْقَلْبَ اكْتِئابُ

*

وَكَيُفَ الرُّوحُ يَحْرُسُها نَقاءٌ
وَإِنْ هَرَبَتْ سَيُرْجِعُها اسْتِثابُ

*

فَما هِيَ، غَيْرُ عابِرةٍ لِأُُخْرى
وَ إِلّا هَبَّةٌ.. ثُمَّ انْسِحابُ

*

تَطيرُ كَغَيْمَةٍ، أَخْفَتْ نُجُوماً
لِأَطْمارِ التُّرابِ، بِها انْجِذابُ

*

تَهادَتْ رَجَّةٌ.. حتّى تَبَدَّتْ
مَلامِحُها إِذا انْكَشَفَ الْحِجابُ

*

فَعادَ الظَّنُّ.. مُنْدَفِعاً إِلَيْنا
وَ فيهِ النّاسُ شَكٌّ وَ ارْتِيابُ

*

وَقَفْتُ بِعِبْرَةٍ.. أَبْكي عَلَيْها
كَما الْوَجْدُ الْقَديمُ فَلا يُصابُ

*

وَسِرْتُ بِحَيْرَتي تُؤْوي سُؤالاً
لِمَنْ أَشْكُو؟ وَقَدْ قَلَّ الصِّحابُ

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video