التكنولوجيا المساعدة وذوي الاحتياجات الخاصة

باعتبار أن مرحلة الطفولة من أهم المراحل، ففيها تتحدد الصحة النفسية والجسمية والعقلية للفرد، لذلك جاء الاهتمام البالغ بأهمية الوقوف ودراسة مشكلات الأطفال بمختلف الفئات، العقلية والجسمية والصحية والبصرية والسمعية والسلوكية والإنفعالية، وإيجاد الحلول المناسبة لها.

إن ما يثير الاهتمام وقد لا يلاحظه الكثير منا، أن مشكلات الأطفال تبدأ منذ لحظة ولادته، حين لا يجد من يلبي حاجاته ورغباته، فنجده منزعجا ومتوترا، وما إن استمر إهمال هذا الطفل من قبل والديه، فلا غرابه أن نجده انحرف عن النمو الطبيعي شيئا فشيئا، فعانى من المجتمع، وعانى منه المجتمع أيضا.

وتعد التكنولوجيا المساعدة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، وهناك من يراها أنها أداة تعويضية قوية تزيد من مدخلات الحواس، وتحد من التشتت واللهو، كما وأنه يوفر الدعم للمعالجة المعرفية وتعزيز الذاكرة، والقدرة على الاسترجاع، وهناك من يصفه بالمعلم الخاص الذي يتوفر عند الطلب، ووسيلة دعم، حيث أثبتت بعض الدراسات حول مجموعة من الأطفال الذين يعانون صعوبات تعلم من بسيطة إلى متوسطة، اكتسابهم المهارات على نحو أسرع بعد استخدام الحاسوب، وأن مداركهم صارت أكثر اتساعا وانتباههم أيضا، وكما وتوصلت هذه الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في السلوك، والذين يعانون من التوحد، معدلات أقل من السلوكيات السلبية، ومزيد من التواصل مع الآخرين أثناء استخدام الحاسوب. ويبرز هنا دور المعلم، كموجه ومرشد ومساعد ومسهل لهذه الفئة، ويحرص على إختيار التكنولوجيا المناسبة لهم.

وفيما يتعلق بالتكنولوجيا المساعدة في التدريس، فإنه بالإمكان استخدامها كأداة استكشافية للإجابة عن الأسئلة، وزيادة القدرة على الابتكار والابداع، ورؤية الأشياء من منظور مختلف، وتزودهم بأنشطة عالية تحفزهم وتشجعهم، وتساهم بنموهم وتطورهم. وتسهيل تعلمهم. 

كما أن استخدام التكنولوجيا بالنسبة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة له فوائد عديدة، منها: التقليل من الإعاقة، وتحسين فرصهم الابداعية والمهنية، ودعم التقدير الذاتي والثقة بالنفس، واتاحة الفرصة للتكرار والممارسة أثناء تعلمهم، وتقلل من الاعتمادية، والاندماج في الانشطة الاجتماعية، وزيادة التحصيل، وتكوين اتجاهات إيجابية.

ومن الضروري جدا الاهتمام بما يسمى تصميم بيئة التعلم، باعتبار أن لها دور في تقليل المشكلات السلوكية، بحيث تكون البيئة مجهزة بخيارات تتناسب مع جميع الأطفال، ومستوى نموهم، وخاصة الأطفال ذوي الاضطرابات السلوكية والإنفعالية، حيث أنها تساعدهم في التحكم بمشاعرهم، إذا ما تم تصميم البيئة بعناية فائقة، كما أنه من الجيد أن يتم إعداد بيئة مناسبة وخطة عمل مناسبة، بيئة تتضمن العديد من الخيارات، مثل وجود مكان للراحة، ومكان للنشاط البدني، ومكان للأنشطة المثيرة، وأماكن للجلوس الجماعي وأخرى للتواجد بشكل إنفرادي، على أن يتم ذلك وفق خطة مدروسة ومنظمة، تكسب المهارات الضرورية.

ومع التقدم الحاصل في التكنولوجيا المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، تتوافر اليوم العديد من الوسائل والأدوات والبرمجيات المتاحة من تعزيز تعليم وتعلم طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أعدت خصيصا لمساعدتهم على زيادة قدراتهم ومهاراتهم، وإثراء عملية تعلمهم، كما وأن الكثير من هذه البرمجيات تعد بيئة تخلو من المخاطر، وتوفر التغذية الراجعة الفورية.

ومن الضروري عند اختيار التكنولوجيا المساعدة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مراعاة ما يلي: درجة ونوع الإعاقة، واختيار التكنولوجيا السهلة التعلم والإدارة، وتلك التي تعمل بشكل متكامل، وقابلية الوسيلة التكنولوجية للنقل. ومن هذه الأدوات والبرمجيات ما يلي:

إن أكثر ما يقلق الآباء هو أن يولد لديهم طفلا غير طبيعيا، عليك أن تتقبل الأمر بكل الأحوال، وأن تبحث عن التشخيص الصحيح لطفلك، وتقدم له كل ما يحتاجه من دعم نفسي ومعنوي، إن ما يحتاجه طفلك، هو بيئة مهيئة، في البيت والمدرسة، ابحث له أفضل الطرق والوسائل التي تعينه على تحدي إعاقته مهما كانت صعوبتها، وتذكر دائما أنك لست المسؤول الوحيد بل هناك أشخاص وجهات كثيرة، يمكنها أن تتعاون معك، إنها ليست مسؤولية الطب النفسي فقط، وإنما يشترك معه المعلم في المدرسة، والأخصائي الإجتماعي، وأخصائي ذوي الإحتياجات الخاصة، من أجل تحديد أسباب الإضطرابات بدقة فائقة. وإذا ما توفرت البيئة المناسبة للطفل، فإنه ستتاح لطفلك فرصة للاكتشاف والابتكار والإبداع، وسوف يكون شخصا مميزا ونافعا لنفسه والمجتمع، والأمثلة حولنا كثيرة، من علماء كانوا مصابين بإعاقات مختلفة، ولكنهم أضاءوا هذا العالم بإكتشافاتهم وإختراعاتهم.