Ayoon Final logo details-3
Search

نار باجار (سوق النار) خلف برج سور اللواتية

الدكتور علي محمد سلطان

مشهد محزن أن تتكدس القمامة عند آخر برج من أبراج سور اللواتية.ماذا لو أطل المرحوم جاسم مير علي من شرفات بيته الملاصق لهذا البرج ؟ماذا لو أطل الحدادون من شقوق جدار البرج قبل أن تخمد منافخ كيرهم فقد كانوا يسنون السكاكين ويلينون الحديد ويصفرون أواني النحاس لسكان السور، وقد سميت السكة بإسم (نار باجار” – باجار تعني: السوق) بالنظر إلى المجال الذي تخصصت فيه.

ثم ماذا لو رأىذلك كُلاً من الحاج محمد علي والحاج رمضان آل صالح ومال الله علي عبدالرب وعبدالأمير عبدالحسين الناجواني؟ ماذا لو شاهدوا ساحة البرج وما لحق به من الأذى؟ لقد كانت منازلهم تقع خلف البرج مباشرة.

وعلى بعد أشبار من (نار باجار)، ومتى ما خرجنا من مدلهمات الجدر الموشحة بالسواد الفاحم، يصل بنا الدرب إلى بيت الحاج باقر عبداللطيف فاضل وعلى يمناه المأتم الصغير.

فهنا كان الحاج باقر يجلس على دكية المأتم وحوله رجاله الأربعة كبار أعضاء اللجنة العليا.

وهنا كانت أشكال من مراسم عاشوراء تُقام منها الفرس الذي كان يمثل فرس الإمام الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشوراء، يُمسك من لجامه وخطامه عبدالرضا (الحديد) وقارئ التعزية العاشورائية يرتل الأحداث المأساوية لكربلاء فصلا فصلا.

وبجانب بيت الحاج باقر وملاصق له كان بيت الحاج محسن حسن الجملاني وهو أحد قراء المجالس وله مجلس وأكثر في المناسبات التي يتصدى لها القراء من داخل البيت اللواتي وخارجه.هؤلاء لو عادت بهم الأيام لبكوا بكاء مرا ولدمعت محاجرهم لما أصاب آخر أبراج سورهم من اهمال.

لو قُدٌر للزمن أن ترجع عقاربه للخلف ورجع لدنيانا الحاج إبراهيم حسن الجمالاني وشاهد تكدس القمامات عند جدار البرج التاريخي ذات الرمزية التراثية لانتحب نحيب الثكلى وهو من كان يتولى مع فريقه الإشراف على نظافة هذه الحارات.

كما لو بعث الله كلا من عبدالله محمد علي (أبوهمدلي) و”گليه” و”چاچا تاواه” (وهو لقب عبدالحسين محمد علي ) وحبيب العجمي لعلا بكاؤهم جراء ما لحق بمكان أرزاقهم فمنهم من كان يسند على جدار من الجدر المرصوصة ويفترش الأدامات للبيع على البيوت والمارة، ومنهم من كان يعرض كل مستجد لأولاد الحارة من الألعاب، ومنهم من كان يبيع “الكيروسين” يجره حماره ومحمول على ظهره برميل فيأتيه أصحاب البيوت ليشتروا منه الكيروسين في الصباح الباكر.

ولو أذن الله “للآغاخانيين” أن يعودوا أدراجهم إلى مواقع صباهم لأعولوا عويلا لا آخر له،فعلى بعد مسافة من البرج لاتزيد عن أمتار كانت بيوتهم ودور سكناهم باعوها على عجالة من أمرهم وغادروها بأوامر من آغاخان عام 1964.

البيت الذي نراه من على بعد من البرج كان “لعبد الله مالو الآغاخاني” تخلى عنه عند بيعه له، ضمن من باع بيته بأوامر “آغاخانية” وكان إبنه أنور من أواخر من ترك مطرح وكان يومئذ يعمل في شركة Gray Mackenzie.

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video