Ayoon Final logo details-3
Search

الطواف حيث الحنين.. “خور بمبه” لا بواكي له

الطواف حيث الحنين.. "خور بمبه" لا بواكي له

ننعى المكان فقد داهمته العتمة في نهاراته وهنا المفارقة.. حائط الأخبار والنشرات وجداول حركات السفن مع وكالة فليبس إختفت من أول خط لخور بمبه.بوسترات الأفلام الهندية مقابل الحائط هي الأخرى مسحها الزمن من ذاكرته فغدا مقهى المليباري هو الحاكي عن عنفوان الطفولة حينما كنا نتسابق لمعرفة الفلم الذي يعرضه سينما روي.ماركة فليبس قد إختفت مع حفيس صاحبه ومعاونيه ومعها توارت لوحات
His Master’s Voice ذهبت أدراج الريح أول مكتبة لبيع القرطاسية ومعها غاب جارها الحلاو سنجور الهنائي والذي ذاع صيته في الكويت.
قهوة في ناصية خور بمبه للحاج خميس عبدالحسين عبدالله (الچوك) محيت معالمها وتحولت إلى فضيات تختطف الأبصار كلما قرب المرتاد إلى ساحتها فقد أصيبت بالعتمة مع ساعات (لوك داون) فتحورات وباء الكورونا لم يبقِ لبارقات الفضة لمعانها وكل سنا برقها أصبحت عتمة كالحة.
رحل رائدها وروادها رويدا فخلت مواقعهم ومحال لقياهم ومع غيابهم غاب لاعبو الحواليس وحصباؤهم المنتقاة من طويان خب السمن ورواسي الأربق .
إختفى الحلاق بيروه ولال بخش وغيرهما كانوا يفترشون الأرض في أزقات خوربمبه يُحسًنون الشعر أو يُقرعون الرؤوس بالسكاكين المُشَحٌذة على صخور ملساء أو جلود كبشوش جيئت من حلة المدبغة وبقرب منهم وفي دربونة ضيقة كان الشمامرة (الحربيون) يجلسون القرفصاء يصلحون النُعل وشُسُوعها المنقطعة بعد أن يبلونها بالماء القراح.
والحلاو الأشهر زهران علي الهنائي يعبئ (القواطي) بالحلوى والقشاط المزعفر بمقشطتة النحاسية قبل أن يشحنها على البگارة والغنجة ويوجهها لوجهتها إلى بلدان الخليج العربية.
إختفى راعي التفاق وأبوعشرة وراعي المراش والدروع والسيوف بأغمادها والخناجر والدلال وكل التراث من الصوغ الفضي.
وأبو الصفاري وزملاؤه وأصحاب العطور والمنادون على دكة المناداة وبائعو الحرير المستورد من شنغهاي وتجار الساعات وأدوات الصيد من العفية صور والصيارفة الذين باعوا العملات على الوافدين حين زاد عددهم مع تزايد الشركات والبنوك.
كل هؤلاء تركوا الساحة على رُحبها وأغلقوا حُلَق الدكاكين فخيم الوافد في الأركان والزوايا فيما بقيت أيادي الفن شاهدة على دور مهندس خور بمبه عبدالله بن عباس فقد برع في إضفاء الرونق لهذا السوق التاريخي فحوله إلى تحفة جمالية رائعة.
اليوم ومع جائحة كوفيد 19 أصبح السوق مأوىً للكلاب الضالة تبحث عن طاعم يطعمها وأنى لها والطعام والقصابون قد تواروا عن المشهد في جنح الليل البهيم والناس نيام.

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video