Ayoon Final logo details-3
Search

من وحي زلزال سويا وتركيا

شعر: د. وجيهة السطل

اللهُ أكبرُ زُلزلَت. زلزالها

والله ربُّ العَرشِ قد أوحى لها

*

وتناقلوا تفسيرهم في رهبةٍ

هذا حديثُ الأرضِ فلتُصغوا لها

*

كَثُرتْ معاصيكم ألا فَلْتَرعَوُوا

زلزالُها يحكي لكم أهوالَها

*

صَدَحَ الذي يهوى العلومَ مغرِّدًا

سرُّ الطبيعَةِ، فاسمعوا أقوالها

*

هذا الذي غشيَ البلادَ مُزلْزلًا

لا تحسبوا رجزًا، عقابًا، نالها

*

لكنّه علمُ الطبيعة فاسمعوا

يهتزّ جوفُ الأرضِ تشكو حالها

*

إنَّ الطبيعةَ للخلائقِ أسفَرتْ

عن وجهِها،كيما يرَوْا أفعالَها

*

أثقلتموها بالمعاصي زُلزلتْ

عانَتْ ضغوطًا، أخرجتْ أثقالَها

*

يا أيها البشرُ الشنيعُ فعالُكم

وبها عبثتُمْ، فاحصُدوا إعلالَها

*

فالأرضُ سخّرَها الإلهُ لخلقِه

ورأيتُمُ ردَّ العطا إهمالَها!!

*

ويقولُ مَنْ إيمانُه كلماتُه

اُنظرْ عظيمَ فعالِه وجَلالَها

*

هذا الحوارُ غريبةٌ أفكارُه

فالأرض تبكي لا تريدُ سؤالها

*

العلمُ نورٌ والعقولُ شواهدٌ

ومن التفكُّر أنْ ترى إذهالَها

*

والعلمُ أدركَ حينَ لاحظَ مُخلصًا

أنَّ الطبيعةَ لنْ تغيّرَ حالَها

*

والعلمُ لم يَضَعِ السماتِ لما يرى

بل راحَ يشرحُ، مُفهِمًا جُهّالَها

*

تلك الطبيعةُ نعمةٌ لكَ أُوْجِدَتْ

جزءًا من التسخيرِ ربُّكَ قالَها

*

ويشاءَ ربُّكَ حينَ سخّرَها لنا

جَعْلَ المياهَ حياتَها وجمالَها

*

خلقَ البحورَ كثيرةً ولحكمةٍ

فالشمسُ تشربُها، ترومُ وِصالَها

*

فتصيرُ غيْمًا بل ركامًا مثقلًا

بالماءِ،حدّدَ ربُّنا تهطالَها

*

فسَقى العبادَ، سقى البلادَ وزانَها

والغيثُ وافى سهلَها وتلالَها

*

فتفَتَّحتْ أزهارُها غَزَتِ الربا

وغدتْ ثمارًا أتقنتْ أعمالَها

*

والنحلُ في دَأَبٍ رحيقًا تجتني

وبِوَحيِ ربِّكَ قدَّمَتُ أعسالها

*

والنارُ سخّرَّها وتحرقُ من دنا

دفءٌ ونورٌ، إنْ تُرِدْ إشعالَها

*

لمّا أرادَ اللهُ ألجمَ نارَهم

أن تحرقَ الداني صفاتٌ زالَها

*

ما أحرقَتْه ولم تُعذِّب جسمَه

بردًا سلامًا للنبيِّ أحالَها

*

هذي الخَلائقُ كلُّها بغريزةٍ

تحيا، وتقضي في رضًا آجالَها

*

لو شاءَ ربُّك لاختفتْ خيراتُه

ورأى الجَحُودُ عقابَه وزوالَها

*

فالله أكرمَ عبدَه في وضعِه

هذا التوازَنَ بين ما أعطى لها

*

لكنّما الإنسانُ عربَدَ وافترى

عبثَتْ أصابعُه بها فاغتالَها

*

فتلوّثَتْ أنفاسُنا منْ جهله

صفعَ الطبيعةَ ناويًا إذلالَها.

*

عُودوا لهُ، واستغفروا لذنوبكم

تجدُوا الطبيعةَ خفَّفت أهوالَها

*

واللهُ يقبلُ من أنابَ بتوبةٍ

والنفسَ عن دربِ الحرامِ أمالَها

*

زلزالُ تركيّا وسوريّا معًا

أضحى دروسًا لا نرى إغفالَها

*

ناموا، وعانقتِ الظلامَ جفونُهم

في ليلةٍ كانَ الأنيسُ هلالَها

*

وصَحَوا فأصبحتِ الحجارةُ فرشَهم

والموتُ فوقَهمُ يُري أطلالَها

*

أُسَرٌ وأطفالٌ قضَوا في لحظةٍ

والأمّ ثكلى فارقتْ أنجالَها

*

صوتُ الأنينِ يذوبُ في نبَضَاتِهم

والكلٌّ يرقبُ مُستغيثًا والِها

*

والمنقِذون يُتابِعون بلهفةٍ

صمَتَ الأنينُ، فتلك لا منجى لها

*

ياربُّ ضاقَتْ في الحياةِ نفوسُنا

هذي المصائبُ، وزعتْ أنفالَها

*

إنّ النفوسَ ببابِ عفوِك ترتجي

ربّاهُ حقِّقْ بالرضا آمالَها

*

ربّاه وارحمْ كلّ من وارى الثرى

واجعلْ إلهي للجنان مآله

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video