فَتحت للهوى رَواشن الأحضان المنبثقة من الصقيع الأتي من جَوَى الشبابيك ذات العطر الخاطف للشهيق، كانت تغوص في اليَمّ منذ العصور العتيقة في بحور الهيام وصوت الموسيقى وصدى العزف على الأوتار التي نُسجت من شرايين العاشقين، حيث ودعت جُلّ الغرام في المحار المختلط بالنزف الصامت من القلوب التي حطمتها خناجر فؤادها الفولاذي، وإن شئت قل؛ هذا الفؤاد صنع من الصخر ، أو زِدْ في القول .. ففي الصلابة أشد من الحديد !.
بحثتُ أنا المعذب عن التأريخ الملائم كي تتعرف أيها المسكين على تاريخ ميلاد الألم والتنهيد المتراكم وسط دوّامة من المشاعر المتضاربة التي تصنع منك أنثى المشربيات في لحظة بطلاً من الجليد، ولا تبرح إن أغلقت شناشيلها إلا وأنت رماد زَهيد!.، فكأن النقش الصخري الأول قد سُجل مع اختراع الكتابة على الحجر، عندما حُزت الحروف الغائرة على صفحات القلب بمشرط من الجوهر ذو الشطوب الطولية على نصل خنجرها المهند العتيد.
إن دَنا منك هذا الفؤاد القناص الساكن بين جنبات المرأة العنيدة، فالحذر من هذه الجنبية التي لا يراها المعذب إلا بعد الصعود إلى أعماق الوله في قاع الأرض وبقاع العشق النابض من الصمت في طباق الحب، حين كان الكون في بكورته الأولى، عند حدود مخاض اللغات والابجديات، أو إشعال الحواس على لهيب العشق المنبعث من الكانون الذي يُوقد باحتراق عواطفك حتى تستعر نارها، فلا يبقى منها إلا الدخان والغبار المتطاير ليراه القريب والبعيد.
هذه البوتقة لا ينجو منها عاشق مهما كانت حَذاقة أفكاره في الحب، ونبل الميل المتدفق من ينابيع حلمه المخنوق بيد تمتد بخنجر غدر من تلك الدرايش أو رواشن الصقيع..!.