رنا، وللحزن خط في محاجره
أنساه ما كان من آرام حاجره
*
تكاد تثقله أحمال سيرته
مابين وارده العالي وصادره
*
زاه كما الشمس، إلا أن داخله
كبردة الليل من داجي دياجره
*
يلوح رغم الجلال الفرد منظره
واري المدامع إلا في مظاهره
*
ويستجيش ازدهاء نحو أوله
فيهصر الدهر قسرا من مقاصره
*
كم أرقته من الفردوس بارقة
و ظللته بدانٍ من مواطره
*
فعرفه بأريج الخلد منتشر
في الخافقين على ساري عواطره
*
آها له كان ملء الكون نيره
فهل ترى انطفأت عليا زواهره
*
وكان من بردة المختار مؤتزرا
بحلة ما رآها غير ناظره!
*
يهتز عطف العلى ان لاح بارقه
وينتشي المجد من عليا منابره
*
وتستفيق له الدنيا مرددة
ترتيله بين باديه وحاضره
*
سبحان ربي كم يجري الزمان بنا
ما بين أوله الخالي وآخره
*
بالأمس “بدر” تجلت من أعنته
واليوم تخجل بدر من أواخره
*
وازينت منه “حطين” وفتيتها
واليوم حطين تبكي من مظاهره
*
أكاد أشعر أن الشهر من قرف
قد بات يبكي أسى من فعل آسره
*
فلم يعد عهده العهد الذي أئتلقت
به المرائي، ولا ألوان غابره
*
ولا الليالي كما كانت محجلة
غرا، ولا الغر باتوا من عساكره
*
تغير الدهر، وانجابت حقائقه
عن طامس مظلم الانحاء غادره
*
“أبوعبيدة” بالأردن منتحب
و”ابن الوليد” بحمص نَهبُ واتره
*
والأعظمان “أبو بكر وصاحبه”
يعزيان “عليا ” في بواتره
*
و “سعد ” يدعو ” المثنى” أن يفيء إلى
أركانه، فيعنٌَى من تقاصره!
*
لكم تحدى “الرشيد” السحب سائرة
أن لا تفارق ظلا من دساكره
*
وكان معتصم يبتز ما امتنعت
من الديار باسد من كواسره
*
وكان ما كان، مماليس تحسبه
الا أساطير ساهٍ من أساطره
*
مالي وللأمس ذياك البعيد، وفي
مابعده خلف زاهٍ لناظره
*
كنا وكانت بنا الأيام زاهية
غرا، كما البدر يبدو في زواهره
*
ألم نشاهد فلول الروم باكية
على السويس بدام من دوائره
*
وفي الشآم وقد دارت دوائره
فهل سألت بنيه عن دوائره
*
٢٧ وفي الجزائر صاغ الله ملحمة
بكل ليث كريم الغار خادره
رمت بني السين بالجلى مزلزلة
بحد كل سبنتى من جزائره
*
بالأمس “ناصر” كان المجد حرفته
رغم الزمان ورغما من قياصره
*
وبعد “ناصر” وفٌَى المجد ذمته
“صدام” في ملحمات من عساكره
*
حتى أتته مغول العصر، زاحفة
بعاصف من جحيم الحقد ساعره
*
فمالنا اليوم بتنا بعدهم هملا
نساق كالشاء من سكين جازره!
*
نرخي لأعدائنا من عزم نجدتنا
فعل الأسير على أغلال آسره
*
ونستريح لخصم الدين نحسبه
نصيرنا، وهو ماضٍ في مجازره
*
حال تئن لها الأجياد من قرف
بأدمع القلب سحا من مواطره!
*
يا إخوتي في ديار العرب قاطبة
هذي تحيات واري الدمع ساعره
*
عذرا إذا ما نبت عن أحرفي ونأت
غر التهاني، وإن باتت بزاهره
*
فإنما الشعر مرآة لبيئته
سعدا ونحسا، على أنغام زاجره
*
ياليت شعري انىٌَ لي بتهنئة
من بعد ما بتٌُ من مجد بآخره
*
فما المحيط كما قد كنت أعرفه
ولا الخليج سوى ما في تآمره!
*
أيها ..لعلكم أن تفهموا وجعي
فإنني بت من دهري بداهره
*
أروم والشهب تدري ما اساوره
وما ألاقيه من واري مساوره!
*
لكن ربطت بحمدالله راحلتي
بباب ذي العرش عافي الذنب غافره!