لا يمكن الحكم على وجود رسائل خفية بالضرورة في الدراما التليفزيونية الرمضانية المصرية أو في أي دراما تليفزيونية أخرى، وذلك لأنه لا يمكن تحديد نية منتجي العمل دون وجود دلائل واضحة على ذلك. على الرغم من ذلك، قد يتضمن بعض الأعمال الدرامية رسائل اجتماعية أو سياسية أو ثقافية ضمن قصتها، ولكن يجب الانتباه إلى أن هذه الرسائل لا تكون بالضرورة خفية وقد تكون واضحة ومعلنة. و لأنه يجب الحرص على عدم إسقاط الاتهامات على أي عمل درامي دون وجود دلائل واضحة تثبت وجود رسائل خفية فيه، فإننا سوف نقوم باستنباط مجموعة من الرسائل سواء الخفية أو المعلنة في الدراما التليفزيونية الرمضانية و غيرها في الحقبة الأخيرة ، خاصة بعد أحداث ما يسمي بثورات الربيع العربي و منها علي سبيل المثال لا الحصر:
1- تسويغ الفاحشة بين الناس و جعلها أمرا هينا من خلال مشاهد شرب الخمر ليلا ونهارا و جعلها تبدو وكأنها مياها غازية أو مشروبا دافئا كالشاي و القهوة يتناوله الناس بشكل طبيعي و لا ينكر عليهم أحد في ذلك بشيء و لا ينبس ببنت شفة ، كذلك مشاهد تقبيل الرجال للنساء و العكس و الأحضان الدافئة مثل التي تمثل علي أنها بين الرجل و زوجته و ما هي بزوجته ، و اللبس العاري من قبل الممثلين و الممثلات و ظهور الراقصات بشكل صارخ عن ذي قبل ، حيث كان قديما لا يتجرأ أحد علي إظهار الممثل أو الممثلة بلباس النوم و كذلك كان محظورا ظهور الراقصات في الدراما التليفزيونية التي تدخل كل بيت و كانت جزءا مهما من تشكيل وجدان الشعوب من خلال بث مجموعة من القيم الدينية و المجتمعية المعتبرة علي عكس هذه الأيام التي تشاع فيها الفاحشة في الذين آمنوا بدعوي الفن و الرسالة التي يقدمها الفن والفنانين و يالها من رسالة من رسائل الشيطان و أحبولة من أحابيله لفتنة الناس و النيل من دينهم و أخلاقهم .
2- تسهيل الحصول على المال من الحرام عن طريق تجارة المخدرات و الدعارة و السطو بالقوة علي أموال الناس بالباطل و البلطجة و الطرق غير المشروعة و ذلك بإظهار أبطال الدراما بامتلاكهم مليارات الجنيهات و الدولارات و يظهرون الثراء الفاحش السريع في زمنه مع تسارع وتيرة العمل الدرامي و كذلك الإقراض بالربا و تسويغ ذلك و عدم إنكار حرمانيته ، كل هذه المشاهد ترسخ للتساهل في الحصول على المال من أي طريق كان مشروعا أم لا ، و تجعل أعينهم تلمع و لعابهم يسيل علي هذا الثراء الفاحش السريع فيتمنون ما يملك البطل الدرامي المفتعل فيؤدي هذا إلي انتشار الجرائم من سرقة و اتجار بالمخدرات ناهيك عن اليأس المؤدي للانتحار لعدم الحصول علي مثل ما يحصل عليه الممثلون من أموال طائلة في وقت قصير بدعوي البطولة الدرامية أو السينمائية و ذلك في ظل تدني المستوى الاقتصادي للبلد و تقديم لاعبي الكرة و الممثلين و الإمعات علي حساب العلماء و الأدباء و المثقفين و تصدرهم المشهد علي أنهم هم القدوات و لكنهم قدوات يقدمون قومهم فيوردونهم موارد الهلكة و الانحطاط.
3- الترويج إلى القتل خارج إطار الشرع و القانون و إلي العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء بلا رادع و بلا وازع من دين أو ضمير و ذلك من خلال مشاهد القتل و حمل السلاح
عيانا بيانا بلا محاسبة من الجهات الأمنية و الذين يقومون بذلك من يقومون بدور البطولة المحببين ٱلي الناس فيتقبلون منهم أي شيء كالذين يدسون السم في العسل فيدخل أجسادهم حلو المذاق و أثره قتل القيم و الأخلاق بل و خنق الدين في أنفس الخلق فتعود الشعوب مسخا بلا هوية فتتهاوي به أركان الأديان و المجتمعات.
4- صرف الناس عن قضاياهم المصيرية من بناء الدولة و العمل الصالح و الحقيقي الذي يقود إلى بناء الأوطان علي أسس سليمة و صلبة بل و تخديرهم عن الأهم في حياتهم و كما قال ماركس بأن الدين أفيون الشعوب و هي مقولة فيها افتئات علي الدين و لسنا بصدد مناقشتها و تفنيد هذا الأمر و لكن نستطيع أن نقول الآن بأن السينما و الدراما التليفزيونية هي أفيون الشعوب العربية تغيب الوعي و تغيب الدين و الأخلاق و القيم من حياة المجتمعات العربية.
و مواجهة هذه الرسائل الممنهجة المعلنة غير الخفية بإيقاظ الوعي و تفعيل دور المؤسسات الدينية و التعليمية و تربية الأسرة العربية علي القيم و الأخلاق و المبادئ المعتبرة و إهدار كل القيم الدونية التي تروج لها الماسونية العالمية من خلال هذه الدراما التليفزيونية و السينما لهدم الدين و المجتمعات العربية الإسلامية سواء بسواء.