Ayoon Final logo details-3
Search

آباء ما بعد زواج الأبناء…

مريم الشكيلية سلطنة عمان

عندما يؤسس الإنسان حياة خاصة له من زوجة وأبناء يجتمعون ويعيشون حياتهم تحت سقف بيت واحد تكون لهم أمنية وهي أن يرون أبناءهم يتزوجون وتكون لهم حياتهم الخاصة مع عائلاتكم وسعداء ويكون لهم أبناء وبهذا يكونوا قد نجحوا في إيصال أبناءهم إلى بر الأمان وإن دورهم قد إنتهى وهم يتطلعون إلى مستقبل مشرق لأبنائهم من خلال إرتباطهم بشركاء حياتهم ويرزقون بأحفاد يضاعف فرحهم في الدنيا ويشعرون براحة بعد أن أتم الله لأبنائهم كمال دينهم بالزواج الصالح والذرية الصالحة هذه أمنيه لكل أب وأم وأيضاً هذه طبيعة وفطرة بشرية لحفظ نسل الإنسان في الوجود.. ولكن كيف يعيش الآباء والأمهات حياتهم بعد زواج أبناءهم؟ وما هو دور الأبناء اتجاة آبائهم بعد استقلالهم عنهم؟

مما نلاحظة في بعض البيوت وأقول بعضها حتى لا يفهم حديثي إنه تعميم أقول بعضها تعيش البيوت في فراغ كبير يشعر عندها الآباء والأمهات بذاك الخواء بعد أن إستقل أبنائهم عنهم يشعرون بفراغ ليس فقط في حجرات منازلهم فحسب بعد أن كان ممتلئ بالحياة التي شاركوا تفاصيلها مع أبنائهم إمتد هذا الفراغ إلى أرواحهم ونفوسهم يوماً بعد يوم تخفوا همتهم في الحياة وتزحف إليهم الأمراض لا أقصد الأمراض العضوية فحسب وإنما الأمراض النفسية منها على سبيل المثال الإكتئاب والإنطواء والعزلة وهذا عندما يغفل الأبناء عنهم بنشغالهم بحياتهم وبدون قصد منهم لا ينتبهون إلى مرحلة مهمة في حياة والديهم وهي مرحلة ما بعد زواج وإستقلال أبنائهم وخصوصاً أولئك الذين قضوا جل حياتهم منشغلين بأبنائهم وتربيتهم وليس لهم علاقات واسعة مع محيطهم ومجتمعهم ولن تكن لديهم صداقات فمع مرور الوقت أنسحبوا من حياتهم الخاص ليكرسوا حياتهم أما لعملهم أو لأبنائهم فبعضهم أعتبر عملهم هو أداء دورهم كدخل ورزق لمعيشتهم فحسب ولم يسعى لربطة بعلاقات صداقة أو تكوين علاقات موسعة ونحن نفهم إن الطبيعة البشرية تسعد وتتجدد بوجود الأصدقاء والزملاء والاختلاط مع الغير نتفاعل معهم ويتفاعلون معنا نفسيا وجسديا ومعنويا وشعوريا وحتى مادياً أو أنهم إكتفوا وإنشغلوا بقصد منهم أو لا بتربية أبنائهم منذ صغرهم إلى أن أصبحوا كبار إنغمسوا معهم في كل تفصيل ومعترك ووقت من حياتهم من الدراسة وغيرها ولم يشعروا بأنهم قد إنسلخوا من محيطهم مثال مشاركة الآخرين في مناسباتهم وغيرها أو كالخروج معهم بين فينة وأخرى لمشاركة الآخرين جلساتهم وأحاديثهم وأحداثهم لأنهم كانوا مندمجين ومنشغلين مع أبنائهم حتى وصل الأمر بهم بعد زواج أبنائهم بمدى فراغ الحياة التي أصبحوا عليهما بعدهم ومع مرور الوقت وتراكم السنون عليهم فقدوا الكثير من طاقتهم ونشاطهم وحركتهم لم يعدوا قادرين على السير لمسافات طويلة أو كيف سيعتادون على الإندماج مرة أخرى في محيطهم بعد الانقطاع الطويل عنهم..؟

بعض الأبناء لا يدركون أن هذه مشكلة أو معضلة لربما لم يتنبهوا لها وغفلوا أهميتها ومآلاتها فهم يذهبوا لزيارتهم ولقائهم كل أسبوع أحيانا زيارة قصيرة ليوم أو نصف يوم وأحيانا زيارة ليومين أو ثلاث وبعدها يعودون لبيوتهم وفي كثير من الأحيان يضطرون إلى الإنقطاع عنهم لسبب أو لآخر ربما لضغط دراسة أبنائهم أو أعمالهم أو غيرها من الأسباب وهذه هي الحياة إشغالات مستمرة والبعض منهم لا يتسنى الوقت لهم للذهاب إليهم كل يوم وخدمتهم لهذا يوفرون عاملات من دول أجنبية للقيام بخدمتهم لعدم مقدرتهم للقيام بأعمال المنزل ونغفل أنهم ليسوا فقط محتاجين من يعينهم على توفير المأكل والتنظيف وغيرها من أعمال البيت وإنما هم محتاجين لمن يونسهم ويتحدث معهم ويخرجهم من عزلتهم لأن العاملة لها مهمة محددة فقط داخل المنزل وليس من مهامها الترفيه عنهم وخصوصاً انها اجنبية عنهم وصعوبة التواصل معها إلا فيما يخص عملها ومهامها وأيضا هناك من ينقل والدية لبيت جديد بعيداً عن حيهم وجيرانهم الذين إعتادوا عليه مما يجبرهم الوضع إلى الإنعزال داخل البيت ومع مرور الوقت يصابون بأمراض شتى بعدها يفارون الحياة الأكيد في الأمر أن الأبناء لا يتعمدوا هذا ولكنهم يغفلون عن مرحلة معينة يمر بها آبائهم وكثيرين ما لا يعرف عنها شي ليس بقصد التقصير وإنما هنا الغفلة وعدم الوعي يؤدي إلى هكذا نتيجة…

ما يجب علينا اليوم هو أولا أن نفهم وندرك إن لآبائنا وأمهاتنا مراحل يحتاجون فيها عناية نفسية كالعناية الصحية والجسدية تماما ثانياً أن نحاول إعادتهم إلى الإندماج لمحيطهم مرة أخرى وهذا عن طريق اخرجهم معنا إلى الزيارات العائلية والمعارف وغيرهم ثالثا أن نستمع لهم وأن نتحدث معهم بإستمرار رابعاً أن نشعرهم بأهميتهم وإننا مهما كانت لدينا حياتنا الخاصة إلا إنهم يبقوا مركز مهم لدينا من خلال مشورتهم في بعض الأمور ونشركهم في ما يخصنا…

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video