الطيرُ يشدو في ذرى العلياء
والزهرُ عطّر كلَّ ذي الأرجاء
*
والشمسُ تنشرُ من خيوط شُعاعها
والنجمُ غازل منزلَ الجوزاء
*
وتُجيبنا في ذي الصحارى نغمةٌ
اليوم يوم تحيةٍ ووفاء
*
وأتت تطالبني الجوابَ صغيرتي
أبتاه، قلّي سرَّ ذي الأشياء
*
فأجبتها: إن المكارمَ والعلا
من طيب تلك الرَّوضة الغنّاء
*
قد أنعمت.. وعلى صحار تفضلت
أنوارُ هذي الطلعة الغراء
*
مذ حلَّ في سيح المكارم سيّدٌ
شرُفت صحارُ بمقدم الشّرفاء
*
فتبسّمت لما أجبتُ سؤالها
وغدت تغنّي في هوى السُّعداء
*
يا خيرَ ضيفٍ في صحار تحيّة
فاهنأ بهذي الجنة الفيحاء
*
أهلا بميمون النقيبة مرحبا
أهلا بنور جلالك الوضّاء
*
بلغت خلالُ الأكرمين تمامها
فيكم، وحازت شأو كلِّ ثناء
*
نعم الحياةُ إذا حيينا عهدكم
من بعد طولِ مشقةٍ وعناء
*
قابوسُ يا نبعَ المكارم والعُلا
يا مبعثَ الخيراتِ والسّراء
*
فلكلّ خير سر بنا يا سيّدي
شرقا وغربا في رُبا الغبراء
*
سنحيل تربَ الأرض تبرا خالصا
قسما بربِّ البيت والإسراء
*
عادت وقالت: بالعهود وبالوفا
زدني اشتياقا في هوى الأمراء
*
أبتاه فرّح بالحديثِ سرائري
عن خير من أهواه في الآباء
*
أبُنيتي هذي المكارمُ منحةٌ
سُحبٌ تجوُد بها سما الكرماء
*
عيدان في عيد أجلُّ كرامةٍ
من سيّد العظماء والحُكماء
*
تهيئ صحارُ وفاخري واستبشري
في الكون واسمك أرفعُ الأسماء
*
نزلت بساحتك الكرامةُ، والسما
حةُ، والوفاءُ، وذروةُ العلياء
*
وحُبيتِ قسطا من كرامةِ ماجدٍ
جمِّ المآثر طيّب الأنباء
*
عادت وقالت: في رخيم حديثها
فرحانة في دعوةٍ غرّاء
*
ستدومُ يا قابوسُ في هام العلى
تاجا… جزاك اللهُ خير جزاء