وجرت سفينةُ مجدنا في شاطئٍ
بالمكرُمات معينُه يتباها
*
سارت وهديُ الله يحرسُ رأسها
والخيرُ سار أمامها ووراها
*
من حولها هممُ البسالة أبحرت
سُـبُـلُ الطُّموح على ذُرا مرساها
*
أنّى توجهتِ الحضارةُ شأنُها
في كلِّ أرضٍ خيرُها ونداها
*
وعلى صدى اليامال يُرسَمُ خطوُها
وعلى ذُكاء الطّامحينَ ذَكاها
*
قد حدَّث التّاريخُ عن أخبارها
عبقا تعـطّر من رحيق شذاها
*
قل لي بأيِّ المشرقين حديثُها
ورواتُه بالمجد لا تلقاها
*
لطفا.. توقف في صُحارَ؛ لأنها
من نورها أنوارُها وسناها
*
وتأمَّل الماضي، وقارن أمسها
باليوم في أثوابها وبهاها
*
تجدِ الأمورَ حكيمةً وكريمةً
وعظيمةً في عزمها وجلاها
*
هي جنةٌ في ساحل الشَّرق الذي
ذكر الرُّواة حديثه وصداها
*
قد رتَّل الماضونَ أحرفَ لحنِها
وترنَّم الآتونَ في مغناها
*
وتظلُّ للفلك الجديد مَحَبّةً
ويسير في أفق الزّمان عُلاها
*
مستقبلٌ متفائلٌ في وجهها
خيرٌ وفيرٌ في ربا أرجاها
*
لك يا صحارُ محبّتي ومودّتي
هذا لأنيّ عشتُ فوق ثراها