لك الحمد يا غالب على كل من غلب
ويا من بأمرك يسهل الشاق والصعيب
*
ويا عالم النجوى ويا شاهد الصخب
ويا مطلع فوق الخلايق هو الرقيب
*
لك الحمد ما جودك من الغيم قد سكب
ويا من برزقه عم مخطي مع مصيب
*
لك الحمد يا ذا المجد في سالف الحقب
ويبقى معك يا حي قيوم لا يغيب
*
وبازكى الصلاة اثني وتسليم قد وجب
على المصطفى والآل ما ماطره سكيب
*
على العالمين فضلهم الله وانتجب
من الرجس طهرهم ومن كل ما يعيب
*
وصلى عليهم واصطفاهم بما كتب
بهم دعوة المضطر يسمع ويستجيب
*
عليهم صلاة الله وتسليم ما نضب
يعم الفضا والكون والعالم الرحيب
*
وتبلغ مقام الفضل والمجد والحسب
وهم صفوة الرحمن هم فضله الخصيب
*
ومن بعد يا قلب المعنى .. من السبب
وأيش الذي خلاك في عيشتك كئيب
*
وكيف أصبحت دنياك عالم من اللهب
وليش ارتضيت العيش في الهم واللهيب
*
علامك طواك الحزن والكد والتعب
وما زد صفا عيشك ولا النفس بك تطيب
*
وانا ذي عرفتك بالبلاغة وبالخطب
اذا قام قولك يصبح الدهر بك خطيب
*
وما كان لك مطمع في المال والرتب
ولا اغراك ذي طلعة قوامه كما القضيب
*
أنا ـرجوك جاوبني وقل قول مقتضب
قد أصبحت من حالك إلى مهلكي قريب
*
كفيت الوجع واسمع لقلبك اذا انتحب
وهو يخبرك باهوال تستوجب النحيب
*
قد الوضع غير الوضع والسابر اخترب
وقد عمة البواب تأمر على النقيب
*
مضى أمس واليوم من غيابه قد اقترب
وموعد شروق الغد في مغربه مهيب
*
وذي كان طالب صار في هامش الطلب
ومن نال مطلوبه منع حاجة الطليب
*
ومش كل من يطلب عمر ينظر العجب
ولا كل متعجب عرف ما هو العجيب
*
فكم من غريب ما حس غربة ولا اغترب
وكم قلب بين اهله وناسه يموت غريب
*
ومش كل من يمسح على الضرع قد حلب
ولا كل متقني لقى السمن والحليب
*
ولا ذي تشوفه من بعيد مثل عن كثب
وقمة جبل عيبان ما هي كما الكثيب
*
ومش من أكل زادك ع يخلص لك الصحب
ولا كل من تهواه تلقاه لك حبيب
*
فلا تحسب الجاوع لعهدك قد احتسب
ولا المصلحي عند الشدايد يكون مجيب
*
ومن خان كيف تعطيه عفوك وقد قلب
من اخطاك وده لك بسهم العدا يصيب
*
من الواقع المزري ومن قهر من كذب
صلبت انكساري كنت انا الصلب والصليب
*
تجارب مريرة ألف غبني لمن جرب
من أهوال تخرس منطق العاقل اللبيب
*
لوحدي وحولي جيش قد شمر الركب
بكوني ومن قبل الذياب كانوا الف ذيب
*
شياطين يقتاتوا على النهب والسلب
عيال الضلالة ما لهم في الهدى نصيب
*
طوتهم من الله ألف لعنة ومن هرب
يلاقي عذاب الخزي في عيشته ربيب
*
وسبحان ناصر كل مستضعف اغتلب
وصادق وعوده جابر الكسر والطبيب
*
هو المرتجى ما رد طالب بما طلب
فلا قاصده يشقى ولا سائله يخيب
*
حكاية كتبها الأمس باللحن والطرب
ويبكي أساها اليوم من في غده سليب
*
وختم المقال صلي صلاة تكشف الكرب
على المصطفى والآل جرحي بهم يطيب
*
توليتهم فيهم نجاتي من العطب
وهم حجتي في يوم ما الشمس فيه تغيب