يا زارعاً بالشوكِ يُمنَاكَ فاحذر مُرًّ الزَّمانِ ودورةَ الغدَّارِ
فإنها تطالكَ طُلْباً بالغدرِ كما تزرعُ الأيمانِ
أبَوَاكَ لا تظلم نفسك بهما واحلم عليهما
ولا تنسى فإن الأرضَ دوَّارَا
يوماً لك اليومَ يأتي بكلِ قُوة الجَبروتِ
وغداً لا تعلمُ أين يكمن الضعف
أما استحييت تعصي الله بمن
وَهَباكَ حياةَ الدنيا تُعينُهُما
فأبيت إلاَّ أن تكونَ خازوقاً
بأعينٍ دامت تسهر الليالِيَا
ربَّاك على أمرٍ مِنَ اللهِ
فأبيتَ إلاَّ بأمرٍ مِنَ الجَانِ
متى تستفيقَ مِن غفوةِ السُكْرِ
وتنظر بعينِ الحقِ قبل عينِ الهَامِ
وتدركَ بأنَّ رُحمَاك تحت القدمينِ
فإيَّاكَ وجُحد بابِ الرِّضا والجِنَانِ