Ayoon Final logo details-3
Search

مَنَح

شعر: هلال السيابي | دبلوماسي عُماني سابق مهداة للشيخ الفقيه خلفان بن سالم البوسعيدي تحية وتقريظا لكتابه (.........)*

أجدٌكَ لو أنٌَ (١) الرٌُبا تتكلم
لهبٌَ حديثُُ من شذاها مهوٌّم

*

و طبٌَق ما بين المعالم نشره
ليغرى به في شدوه المترنم

*

يَضوعُ بفوٌَاح الأريجِ أريجُه
ويفصح عما تحته ويترجم

*

وِيُسمعُ بالتٌَسبيح كل مُسبٌَح
ويَصدَح بالتَنزيل منه مرنٌّم

*

فليس أديم الارض لو تفحص الثرى
سوى من جمانٍ، بل أجلٌُ وأكرم

*

تريٌَثْ.. فما تحتَ الثٌرى غيرُ مورقٍ
تتيه به الدنيا علاٌ أو تهوٌّم

*

وربٌّك ما تحتَ الثرى غير عابد
يأوٌّبُ، أو داعٍ يغور ويتهم

*

وما تحت هذي الأرض إلاٌ مسبح
مناجٍ ، وإلا عابد مترحٌّم

*

وما تحتَه لو كنتَ تدركُ كنهَهَ
سوى أنجمٍ قد أنجبتهُنٌ أنجم

*

قفا بي خليلي الغداة بمربع
إذا قِيسَ بالأفلاك فهو المقدم

*

تَعاهدَه الأملاكُ في غدواتِهم
فضاء به منهم مقامُُ ومَعلم

*

يطوفون منه كالحجيجِ بمكةٍ
يهشٌُ بهم حجرُُ وتُورِق زَمزَم

*

وتشرق حارات وتسطع هضبة
وتلمع بالانوار في الترب أعظُم!

*

أولئك قومي، من صحابة أحمد
لهم مددُُ من نحوهِم، أو هُمُ هُُم

*

فما لَهمُ إلا منَ الذٌّكر مَشرَبُُ
وما لهم إلا من الذٌّكر مَطعَم

*

تهادَوا عليه، مالَهم غير آيهِ
حياضُُ ، ولا وِردُُ أعز وأكرم

*

قضوا دهرَهم ما بين تالٍ مروٌَعٍ
وأصيدَ يدعو للإله ويَعزِم

*

فإن بَرِقت بيضُ المنَايا رأيتهم
كمثلِ الضٌواري حين تعدُو وتقدِم

*

يفدٌُون أمرَ اللهِ ، والبيضُ شُرٌَعُُ
عليهِم ، وساحُ الرٌوع يهفو بها الدٌَم

*

فما منهمُ إلا هُمامُُ مُحَنٌَك
وما منهمُ إلا غضنفرُ ضَيغم

*

لهم مَشرَبُُ من عهد “عمار” لم
يَزل يمورُ بهم، والحادثات عَرَمرَم!

*

فما وَهَنوا يوماً ولا طاشَ سهمهم
اذا ما غلتْ بالقوم في الدٌّين أسهُم

*

سلام عليهم ما أعز جنابهم
وأكرمه حيث الجلال المخيم

*

فيا “منح ” الاسلام ، والدهر شاهد
بمجدك ، والأيام عنك تترجم

*

فكم ذي جلال منك أشرق نوره
علينا، وكم زان البلاد معمم

*

فإنك فسطاط الهدى وصروحه
ومعلمه إن أعوز القوم معلم

*

وإنك من نزوى مقام ومعهد
وإنك من نزوى حسام مقوم

*

ولله من “خلفان” فيك مقامة
يمور بها سيف ، ويعدو مطهم

*

رأى فيك أنوار الاجلة وضٌحاً
فاغراه قلب في هواك متيم

*

وبات يرينا البرق يهتز مغرما
على واحة الفيقين، والبرق يغرم

*

وقال هنا حطٌَ الجلالُ رحالَه
ومن هاهنا ضاء الكمالُ المتمٌم

*

فرعياً لخلفان بن سالم موقفُُ
كريمُُ ، وفَرْق٢ في الكرام مُكرٌَم

*

نمته رجالاتُ الهدى وفحولُه
وقرٌبه منهم فؤادُُ ومعصم

*

فإن سارَ هذا اليوم صَبٌَاً بركبهم
فتلك خلال الشبلِ حينَ يصمم

*

عليهم صلاة الله ما أنجم الهدى
أضاءت، وما لاحت على الأفق أنجم

*

وما “منح” أوحت علينا بوامض
من النور يجلوه البيان المختم !

تنويهات:
١ أجدك: كلمة لها عدة معان، ومن معانيها القسم وهو المراد هنا، قال الأصمعي : معناه أبجد منك هذا، ونصب على نزع الخافض ، وقال ابو عمرو بن العلا: معناه أجدا منك ونصب على أقصد، وقال ثعلب: ما أتاك في الشعر من قولهم أجدك فهو بالكسر .

الفرق: هو المفرق، قال شوقي يخاطب دمشق:
صلاح الدين تاجك لم يجمٌل
ولم يوسم بأزين منه فرق

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video