صِلْني بِعَـزْمِكَ وَ انْهَضْ أَيُّها الْبَـشَرُ
وَاتْبَـعْ ضِـياءً تَجِـدْكَ حَيْثُ أَنْـتَظِرُ
*
لَـمْ يَبْـقَ إِلّا قَـلـيلٌ هـا هُنـا رَجُــلاً
لَـمْ يَبْـقَ غَيْرُ الَّـذي يَـجْثُو وَ يُؤُتْمَـرُ
*
ما الْعُـمْـرُ ؟إِلّا رُكـوبٌ فَـوْقَ راحِـلَـةٍ
إِلّا الْـمَـكــارِمُ إِلّا مَــنْ لَــهُ الْأَثَــرُ
*
ذَرْنــي، كَـأَوَّلِ يَـوْمٍ، بِـالْبُـكـا نَـطِـقـاً
خَـلِّي نَمـائِي انْطِـلاقـاً لَيْـسَ يَنْحَـسِرُ
*
هَـلْ فيـكَ يا أَمَـلي حَـظٌّ ؟ فَأَرْقُـبُهُ
أَمْ فـيكَ أَسْـئِـلَـةٌ تَـغْـلي، وَ تَـسْـتَـعِـرُ؟
*
فيكَ الْجَوابُ اخْتَفى كَيْ يَنْتَقي كَذِباً
وَ فيـكَ أَنْـتَ وَ لا سِـواكَ يَسْتَـشِـرُ
*
في هالَـةٍ قَدْ صَنَـعْتَ لَنْ يَـراكَ سِـوى
مُسْـتَنْـفِـعٍ فـارِغٍ تَمْـشي بِـهِ الْغُـرَرُ
*
في نَـزْوَةٍ قَدْ عَـمَتْـنا هَـلْ تُـرى حِكَـمٌ؟
في ظُلْـمَةٍ ضَلَّـلَتْـنا هَلْ يُرى الْقَـمَرُ؟
*
بِأَيِّ صَوْتٍ نُغَنّي؟ وَ الْغِناءُ غَدا
في حَلْقِ هَبٍّ وَلِلطّاغُوتِ يَنْتَصِرُ
*
زادَ النَّوى حينَ غامَرْنا بِعِزَّتِنا
فَاحْتَلَّنا واهِمٌ قَدْ فاتَهُ النَّظَرُ
*
تَبّاً لِساعٍ ، بِنَهْشٍ، في عَزائِمِنا
حَتّى انْتَهى زَمَناً ناقُوسُهُ الْخَطَرُ
*
فَعاوَدَتْنا الْعِجافُ السَّبْعُ، وَ احْتَرَقَتْ
آمالُ سُنْبُلَةٍ لِلْماءِ تَنْتَظِرُ
*
وَ أَظْهَرَتْنا بَناتُ الْفِكْرِ فَانْكَشَفَتْ
عَوْراتُنا وَ انْجَلى ما كانَ يَسْتَتِرُ
*
في كُلِّ عامٍ لَنا كِذْبٌ نُجَدِّدُهُ
في كُلِّ يَوْمٍ لَنا عِيدٌ وَمُؤْتَمَرُ
*
تَوَسَّعَتْ فيكَ أَصْداءُكَ فارِغَةً
حَتّى ظَنَنْتَ الْمَعاني مِنْكَ تَنْهَمِرُ
*
وَ بالَغَتْ فيكَ أَضْغاثٌ بِمَوْهِبَةٍ
حَتّى رَأَيْتَكَ نَجْداً، وَ الْكُلُّ يَنْتَظِرُ
*
اَلشَّمْسُ ذاهِلَةٌ وَ الرّيحُ واقِفَةٌ
وَ العَيْنُ شاخِصَةٌ وَ الْكَوْنُ مُنْبَهِرُ
*
تَسابَقَتْ رَغْبَةُ الْإِنْسانِ هائِمَةً
حَيْثُ الدِّعايَةُ وَ الْأَضْواءُ وَالصُوَرُ
*
وَ كِذْبَةٌ في جَماعاتٍ نُصَدِّقُها
تَكادُ، مِنْ هَوْلِها، الشّاماتُ تَنْفَجِرُ
*
طـالَتْ بِـنا هَـبَّ عاصِـفَةٍ، وَ ما هَـدَأَتْ
لِتَـمْلَأَ الْأَرْضَ ضَعْـفاً كَيْفَ يَنْـتَصِرُ؟
*
مَـرّتْ بِنـا غَـيْـرَ آبِـهَـةٍ بِـما فَعَـلَتْ
كَيْ تَتْـرُكَ الْخَلْـفَ لُغْـماً سَوْفَ يَنْفَـجِرُ
*
سَـيَـكْـثُـرُ الـرٌَكْـضُ فـي إِثْـرٍ بِـلا أَثَـرٍ
يُبْـدي الْعَـمى ناظِـراً كَـأَنَّهُ الْبَـصَـرُ
*
وَ يَـظْـهَـرُ الظِـلُّ مـاشِـياً بِـلَا عَـكِـسٍ
وَ يَـدَّعـي عِـهْـنُـنـا بِـأَنَّـهُ الْـمَـطَـرُ
*
وَ إِنَّـنا الشَّـرُّ بَعْـضُ الْخَـيْرِ يُتْـعِـبُنا
مَنْ باعَنا الْيَوْمَ بَيْنَ النّاسِ يَفْـتَخِرُ
*
وَ نَـذْرِفُ الـدَّمَـعـاتِ عِـنْـدَ مُـطْـلِقِـها
صِرْنا خِـلافاً، كَما شـاؤُوا، بِما أَمَرُوا
*
أَيْنَ الْهَوى في قُلوبِ النّاسِ يُشْعِرُني؟
بِكُلِّ مَنْ واصَلُـوا قَلْبي وَ بي شَعَـرُوا
*
ماشُفْتُ فيكُمْ عَدا نَفْسي وَإنْ كَبُرَتْ
إِنْ غِبْتُ عَنْكُمْ فَشَوْقي بَيْنَكُمْ حَضِرُ
*
حُـلْـمي سَـأَرْقُـبُهُ فَـرْداً بِـزاوِيَـةٍ
رَبِّي سَيَـنْظُـرُني كُـلّاً بِهِ عَـمِـرُ
*
أَيْنَ الْحَياةُ الَّتي كانَتْ وَ كَيْفَ مَضَتْ
وَ أَيْنَ ذاكَ الصِّبا؟! يَلْهو وَ لا يَعِرُ
*
لا شَيْءَ غَيْرُ مَتـاهـاتٍ وَ أَخْيِلَـةٍ
لا طَعْمَ لا شَيْءَ يُغْري ، كُلُّهُ مَـرَرُ
*
ذَرْني وَحيـداً، قَليـلاً ، آيِـلاً خَـرِفاً
دَعْـني قَليلَكَ وَ اكْـثُرْ أَيُّها الْبَـشَرُ
*
لَمْ تَبْـقَ إِلّا طَريـقٌ فيـكَ شائِكَـةٌ
لَمْ تَبْـقَ غَيْرُ الَّتي تَـدْنُو فَنَـنْشَـطِـرُ