وجهتُ قلبـيَ صـوبَ البابِ مرتديـا
ثوبَ الرجـاء وحسـنَ الظنِّ والأمـلا
*
وجئتُ بالذنب أرجـــو منك مغفـرةً
والعفــو ربي وقلبي ينزفُ الخجـلا
*
كـــم مَرَّةٍ قـد ذرفتُ الوعدَ معتذرا
ألاَّ أعـودَ و كـــم أقسمتُ ممتثـلا
*
وقلتُ ربِّــي إذا سامحتني ستــرى
مني الوفاءَ ومني الصدق والعمـلا
*
لكنَّني كلما جاهدتُ تأخُذُنِي نفسي
الظلومةُ،تُغْرِي في دمي الحِيَلا
*
تُزيِّنُ الســوءَ والشيـطانُ من يـدها
في نشوة الزيغ يسقيني الغوى عسلا
*
كادوا لــــعبدك واستـقووا بـغفلتـه
حتى هـوى حمّلوه كـلَ ما فعــلا
*
وغادروه كسيـــرَ الـقلبِ مـختنقا
بالغبن يندبُ فـي أحــزانه الأجلا
*
يُرقِّع النبضَ مـن آهـاتِ حســـرتـه
ويحتســي العـار من خيباته وَجَلا
*
كأنَّما اللــــومُ زيتٌ كــــلما دمعتْ
عيناه منه تتداعى الـصدرُ واشتعلا
*
كم قد ستــرتَ إلهــي منك مكرمةً
مـن العيـوب وكــم أغمـرَّتنا الفضـلَ
*
لو أنَّ منها علــى أخــلاقنا ظهــرتْ
لعافنا الأهـلُ واختـاروا لـهم بـــدلا
*
وضـاقتْ الأرضُ ذرعـا مـن روائِحنا
ولا صفا الـعيشُ أو ودٌ بها اكتمـلا
*
فكان حلمـك إنْ فاحـت ْ مساوِئُنا
عطـرا وستـرك منها فوقنا حُــلَلاَ
*
فاصـلحِ الحـالَ يا مَــنْ بيـن أَصْبُعِه
قلــوبُنا وإليـه نشتكــي العِـــللا
*
منك الهـدايةُ فاسـرجْ من مشاعِلها
قلـوبَنا واجعــلِ التقـــوى لنا مُقَـلا
*
ونَــوْرِ الـدربَ وامــلأْ خطْــونا أمــلا
واختمْ لنا السيرَ بالتوفيقِ كي نَصِلَ