نهاية الليل أم بداية الصباح، لا يهم ، الأكيد أن سيارتي الصغيرة تحملني و أمين و إيناس إلى مدرستهما. بين تمارة و الرباط أقف بالسيارة على جانب من جنبات المدار الطرقي، أحاول المرور بسيارتي الصغيرة دون جدوى، كلما حاولت نهرني أحدهم بقوة أضواء سيارته أو بصوت بوق مركبته الرباعية. يمر الوقت، و يزداد الضغط، أمين و إيناس لا يريدان الوصول متأخرين و أنا لا حول لي أمام هذا السيل الجارف من السيارات، يزداد الضغط أكثر و أصوات “الكلاكسونات” تسمع من ورائي احتجاجا. الغاضب منهم و المتعاطف سيان. طول و قوة الصوت وحدته وحدهما كانا لغة التواصل بيني و بين الآخرين:
- زعم أصاحبي
- ما هذه السياقة؟
- زيد أو أفسح الطريق
كان هذا لسان حال أصحاب السيارات المحتجزين وراء سيارتي الصغيرة. يزداد الضغط أكثر، أحاول انتزاع مكان داخل المدار بتردد. تأتيني تشجيعات أمين و إيناس: - ازعم أ بابا
أشحد هممي، أستغل فرصة مساحة صغيرة بين سيارتين متتاليتين، أتقدم بسرعة، صاحب السيارة المتأخرة يزيد من سرعته و كأننا في سباق قد ينتهي بهزيمته، هكدا بدا لي من تصرفه، أحسست بنوع من الهلع و أنا أنظر إلى مركبته الرباعية قادمة نحو سيارتي الصغيرة، لعنت في نفسي قلة سلوكه المدني، أدرت المقود بسرعة غير متوقعة كي أتفاداه، حمدا لله أنني و سيارتي الصغيرة بخير ، بشكل تلقائي نظرت عبر المرآت العاكسة. كان يلوح بيديه و يتلفظ بكلمات غير مسموعة، خلته يقول: - يا البقر، اللي قدر يدير كريدي أصبح يشتري له برويطة و يأتي ليزاحمنا.
عدت بنظري إلى السيارة، تفقدت الجميع ، الكل بخير، كانت لحظة مفزعة جدا و لكنني مررت عبر المدار. أحسست بنوع من الفرح و النشوة زاد من حلاوتها فرح أمين و إيناس.
بسرعة استعدت توازني و عدت إلى الواقع، لم ينتهي الأمر بعد ، غدا سيكون لي و لسيارتي الصغيرة امتحان آخر في نفس المدار.