في ظلمة الليل الطويل صباح
يَغْتابُه في وقته المصباح
*
لمْ ينسَ موعدَه.. فَيَرقُبُ قاربًا
غدَرَتْهُ في موج النَّهار رياح
*
يَنْشَقُّ عن وجه الغياب طريقُه
لِيَضُمَّه رغمَ العناء نَجَاح
*
يَأْبَى التَّحَلُّقَ في فضاء سمائه
من بعد ما قد ضاع منه جناح
*
هو غامضٌ جِدًّا بقدر وضوحِه
ولبابِ حدسِ الشَّاعر المِفْتاح
*
هو وردةٌ ينسابُ منها لونُها
وأمامَ فوضى العُمر فهو سلاح
*
قد أسأل الطُّرقاتِ وهي تُجِيبُني
أ بفضل آدمَ يُؤكَلُ التُّفَّاح؟
*
لي ألفُ سنبلةٍ بألف مدينةٍ
من بعد عامٍ يَحْصُدُ الفَلَّاح
*
لي من أساطير القدامى قصّةٌ
تَكْفِي، لتُرسَمَ بالرُّؤى الأَلواح
*
وإلى سُلالاتِ المَجَازاتِ انْتمتْ
لُغَتِي.. كما لأبي نُواس الرَّاح
*
ستَعُودُ آمالي إليَّ بمثلما
للجوهريّ إليه عاد صِحاح
*
ووَثِقْتُ أنَّ الفرحَ شبهُ ملامحي
فَرَضِيتُ أن تَغْتَالنِي الأَفْراح