قرأت كتاب بعنوان سيكولوجية الجماهير للكاتب الفرنسي (جوستاف لوبون) وكيف أوضح كيف يتأثر ويؤثر الجماهير في المجتمعات وكيف إن الجماهير حسب رأيه ينساقون متأثرين بطريقه الطرح أو الخطاب لموضوع ما….
إننا اليوم نعيش عالم من السرعة في داخل برامج التواصل الإجتماعي ومن يقود أو يطفوا في هذه البرامج هم مجموعة من صانعي المحتوى الذين أصبح لهم تأثير مباشر وقوي ومع الأسف وكل الأسف أغلبها ويطغي على هذه البرامج ومحتواها وصانعيها( التفاهة).. فما المقصود بالتفاهة..
معنى (التفاهة) / هو كل مادة معروضة خالية من الإبداع والقيم والأصالة وهي أيضا ما تقود العقل والفكر إلى البلادة والركود وبيئة فاعلة من التخلف والإنسلاخ من الثوابت والقيم الأخلاقية والوطنية والهوية…
عندما تكثر في المجتمع محتوى التفاهة ويصبح المجتمع قابل بتقبلها من خلال التفاعل معها ومتابعتها والإندماج في تفاصيل ما يعرض من فضائح وهبوط محتوى مع الوقت يصبح مجتمع مقيد بإنعدام الإبداع والتميز والعمل وتنمية ونهوض بالمجتمع السليم والقوي والغعال واليقض الذي يسعى إلى جعل من أفراده أفراد ناتجة تخدم وطنها وأيضاً التفاهة تقود الإنسان إلى المزيد من السطحية التهميش ويصبح مع مرور الوقت إنسان قابع ومتسمر أمام شاشات البرامج التي تعرض ما لا يغنى ولا يسمن من جوع يصبح إنسان مقاد تحت تأثير الكلمة الرنانة والصور المتتابعة و الأضواء المبهرة ويصبح فرداً مفلس عمراً ووقتا وجهدا فقط يجلس أمام نافذة المحتويات التي لا تعرض أما أشياء وتفاصيل وأمور خاصة جداً للشخص نفسه حتى تلك الأشياء التي تعتبر من الأمور السرية داخل بيته وحياته مع عائلتة وحتى أوقات إنسجام الشخص مع زوجته أو أحد أفراد الأسرة ويتم إستعراض الهدايا الفاخرة والفسح المكلفة والطعام المنوع والمسكن الجديد والفخم والحياة الرغيدة التي لا تعني أحد سواه وتاره تعرض أوقات الخصومات وتهطل علينا الدموع والشكوى والمنغصات وتلك التفاصيل التي تشعرك وكأنك كنت واحدا من أفراد تلك الأسرة وتعيش معهم والمبكي والمحزن في نفس الوقت هو تأثر المتابع بكل هذا الأمر بالحالات والتقلبات الحياتية لصانعي هكذا محتوى وكأنك تتابع قضية مهمة…
وبعد أن تكثر هكذا محتويات تافهة لا قيمة لها وكأن صانعها يرصخ في عقول المتابع له صورته هو ومكانه يريد أن يصبح عليها فيما بعد من خلال الكم الهائل من فيديوهات التهريج والعبث بعقول الناس ومن خلال الكشف عن كل مستور في بيته وبعد أن أصبح الممنوع سلعة متاحة للمتابعة وبعد أن تنهال عليه المتابعات وتصبح حساباته زحام من الأفراد الفارغة والتي تعيش حياتها بلا هدف أو عمل ويصل إلى م
