Ayoon Final logo details-3
Search

قراءة في قصة “الشبكة”

بتول أحمد خميس معلمة رياض أطفال المستوى التعليمي ماجستير إعاقة ذهنية وتوحد

كانت القضية الفلسطينية تشغل أقلام كتاب أدب الطفل العربي وما زالت، وأُصدرت خلال الفترة الزمنية السابقة قصص عديدة صورت شجاعة أبناء الشعب الفلسطيني ونضاله، وقد أُصدر حديثًا قصةٌ تتناول قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني بعنوان “الشبكة” فكرة الدكتور علي عاشور الجعفر، ونص سيد نون، وبريشة ندين عيسى.
صاحب الفكرة وكاتبها وصف القصة بعمق الفكرة وقوة المشاعر وبساطة النص، فالأحداث تروي الصراع الداخلي للاعب كرة التنس في مواجهة خصمه الذي يمثل العدو الإسرائيليّ خلف الشبكة، وكيف تمكن اللاعب تخطي أفكار التردد والحيرة ليتخذ قرارًا يشعره بالفخر والعزة والكرامة.
بدءًا بعنوان القصة “الشبكة”، فقد أقتصر المعنى العام على شبكة كرة التنس إلّا أن الشبكة لها من الرمزية ما يوحي بالحيل والمكايد، وكأنها فخ يجعل اللاعب يتخلى عن مبادئه وقيمه، وما كانت خيوط الشبكة السوداء المتداخلة إلا مؤامرةً يحيكها العدو ليوقع اللاعب في شباكه، هذا من جهة ومن جهة أخرى تداخل خيوط الشبكة بمربعاتها الصغيرة يضاف إليه إحاطة اللاعب بالمربعات رمادية اللون “في رسم المشهد” هو تعبير واضح عن مدى تداخل الأفكار وضبابيتها ومدى تشوشها إلى أن استطاع اللاعب التحرر من التردد ليعلن انتصاره.
لم يحدد الكاتب اسمًا لشخصية اللاعب، ولكنه اكتفى بلقب لاعب كأنّه يرسل رسالة إلى القارئ الصغير أن اللاعب هو كل شخص عربي حر يرفض التطبيع مع العدو.
أما لغة الرسم واللون فقد كانت متناغمة متناسقة مع النص، وبالرغم من قلة العناصر في المشهد الواحد إلا أنها أظهرت إبداعًا في مشاهد القصة جميعها، فقد ظهر اللاعب بلباسه الأحمر الذي أوحى للقارئ في بداية القصة الحماس والتفاؤل بالفوز ليتحول بعدها معنى اللون الأحمر إلى القوة والشجاعة في مواجهة المشاعر الداخلية من حيرة تردد والعدو الخارجي، والمشاعر ذاتها ظهرت جليةً على تعابير الوجه التي نقلتنا بدءًا من التفاؤل والحماس إلى القلق والتردد وختامًا بالعزم والصلابة، تلك الصلابة التي بانت واضحة في قبضة يد اللاعب المكبلة بحبال العدو وإصراره على قطعها، لذلك نرى قبضة يده متجه للأعلى لترمز للعزة، والكرامة، ورفض الخضوع والإذلال.
أمّا العدو فصورته الرسامة بحبال ملتوية شائكة كأنها تصوّر صفاته لا شخصه، فالمكر والخداع والحيلُ والعدوان واضحة على الحبال المدببة في شكلها وفعلها لتدمير معاني الحياة وأحلام الطفولة المحاطة بالأرجوحة وأوراق الشجر الخضراء، تلك الأوراق التي أحاطت اللاعب لتمده بالأمل والتفاؤل، أما كرة التنس فلم تكن صفراء كما عهدناها، ولكنها كانت خضراء اللون تمثل نبل هدف بطل قصتنا في إيصال صرخة حق واعية للعالم لرفض العدو في مختلف المحافل العالمية.
وكانت الألوان الأربعة التي اختيرت في القصة (الأسود، الأحمر، الأبيض والأخضر) رمزًا جليًّا لعلم الحرية علم فلسطين.
فالتناسق الباهر بين عمق الفكرة وبساطة النص وإبداع ريشة الفنان ما هو إلا انعكاس لإيمان صادق بالقضية الفلسطينية واعتزاز بالهوية العربية، وغرسها وتعليمها للصغار مطلب وواجب على القائمين بأدب الطفل العربي.
فكل الثناء والتقدير للقائمين على هذا العمل المميز والمبدع.

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video