هي المحاويلُ -مُذْ أدركتُ- عنواني
فيها درجتُ، ومنها عِطرُ أرداني
*
وقد تراها على وجهي بسُمرتِهِ
ظلّاً من النخلِ يزهو بين ألوانِ
*
ولم تفارقْ لساني كيْ أُعرِّفَها
من ألتقي القاصيَ المجهولَ والداني
*
ولم تزلْ حين أشدو لحنَ قافيتي
تكتظُّ فيها بملءِ الحرفِ أحزاني
*
ويورقُ الفرحُ المأمولُ في ترَفٍ
على غضونِ جبيني أو بوجداني
*
لكنما الغربةُ الرعناءُ ما فتئتْ
تمحو بقاياهُ من كحلٍ بأجفاني
*
فأنثني ألعقُ الأيامَ داميةً
وأستردُّ الأسى غصبًا كخسرانِ
*
حنى إذا نضبتْ شكوايَ وانكسرتْ
ذكرى ألوذُ بما يسطيعُ نسياني
*
وتارةً أسألُ التاريخً متَّكئًا
أستلُّ عِبرتَهُ تنأى بأشجاني
*
فإن ذكرتُ (محاويلي) وزينتَها
بمن أحبُّ وهم أهلي وجيراني
*
تتابعَ الغيثُ فابتلَّتْ بهِ مُقَلي
وأضلعي واستراحتْ فيهِ نيراني
*
هذا هو السرُّ فيها حيثما خطرتْ
منها الرؤى فاستحقًّتْ كلَّ عنواني