ما هو التأخر النمائي؟
التأخّر النمائي هو تأخر في القدرات الذهنية وليس فقط التأخر في فهم المفاهيم المدرسية، كما يمكن تعريف التأخر النمائي بأنه “عدم القدرة” على فهم المفاهيم المنطقية وايجاد حلول للمشاكل. عادة هذه المشكلة تظهر في الأشهر الأولى من عمر الطفل، ولكن لا يمكن تحديدها والإستقصاء عنها قبل السنتين والتأكد منها قبل دخول الطفل إلى المدرسة.
وهناك مشكلات أخرى تظهر لدى الطفل الذي يعاني من التأخر النمائي، في في التصميم مثلا، وفهم المفاهيم المجردة كذلك، والحكم على الأمور أيضا، ويجد الطفل صعوبة في التعلّم بالخبرة، ويكون متأخّرا أو في القدرات التأقليميّة، وتظهر فيه عدم الاستقلاليّة.
كل حالة من التأخر النمائي مختلفة عن الأخرى بالرغم من جود نقاط مشتركة بين الحالات. وبالطبع فإن التدخل المبكر لتحديد العمر العقلي والنضج الفكري والإجتماعي والحالة النفسيّة، والجوّ العائلي، وغيرها من الأمور تلعب دوراً بارزاً في تطور عملية التعلم.
الحالات التي نجد فيها بعض الأولاد لديهم تأخّر ذهني، ولكنّهم يستطيعون الفهم والتعبير الكلامي الى حدّ مقبول ومفهوم، فإن للقصة دوراً بارزاً في تطوير قدراته، خاصة إذا كان المربي يستعمل تقنيات “العلاج بالكتب” Bibliotherapy كتقنية مرافقة للتربية المختصة.
ما هو العلاج بالكتب Bibliotherapy ؟
يستعمل المربي المختص Special Educator تقنيات تساعده في التربية وفي تلقين تلامذته ذوي الإحتياجات الخاصة لفهم وإستيعاب المفاهيم. ومن هذه التقنيات: الدمى المتحركة، وأفلام الفيديو التربوية، والتمارين المبسطة، والألعاب المختلفة التي تنمي الذاكرة وتقوي الإنتباه والتركيز، والكتب والقصص (العلاج بالكتب).
تساعد تلك التقنيات التلميذ في التعبير عن مخاوفه والمشاكل التي يواجهها يومياُ وطبعاً تساعده في التعبير عن ذاته.
فالعلاج بالكتب هي تقنية «إسترخائية» و «تعبيرية» يمكن أن يستعملها المربي المختص في المركز، أو في المكتبة العامة أو مكتبة المدرسة.
أيضا من الممكن لكل من المربي في صفه، والعامل الإجتماعي، والاخصائي النفسي، وكذلك العائلة في المنزل، وغيرهم من الأشخاص الذين تخصصوا بالعلاج بالكتب أن يمارسوا هذه التقنيات.
هناك ثلاث أنواع من الكتب الموجهة لجميع الأعمار وهي :
- الكتب المساعدة Self Help
- الكتب الأدبية المساعدة من خلال قصة
- الكتب الموجهة مع أمثلة أي الكتب التي تبرز فيها القصة مع أسئلة للقارئ وهي قصص علاجية بشكل واضح.
كيفية إستعمال تقنية العلاج بالكتب.
مع الطفل الذي يعاني من تأخر نمائي، تتم له قراءة القصة عدة مرات خلال أسبوع أو أسبوعين، على أن تكون القراءة مجزأة وليست كاملة، بعد ذلك يمكن أن يبدأ المربي بطرح بعض الأسئلة حول القصة:
من هو البطل؟ – ماذا حصل له؟ – ما المشكلة في القصة؟ لماذا كان البطل حزينا؟ ما الذي حصل معه؟ كيف انتهت القصة؟
يجب أن يعطي المربي عدة خيارات للطفل الذي لديه الصعوبة في الاجابة من المرّة الأولى لوحده، ثم يعيد قراءة القصّة مبسّطة لعدّة مرّات لكي يحفظها ويستوعبها.
أما النشاطات التي يمكن أن تساعد الطفل مع مشكلة نمائية لإدراك وفهم مفاهيم القصة فهي التالية:
- رسم القصة بطريقته الخاصة: يعني أن نطلب من الطفل أن يقوم باعادة رواية القصّة مستعملاً مخيلته ورسمها.
- تلخيص القصة: يعني أن نطلب من الطفل اعادة الرواية بكلمات مبسّطة ويمكن أن يستعمل الطفل كلمات بسيطة كما ويمكن أن يتدخل المربي لمساعدته إن كانت المهمة صعبة عليه).
- إستعمال الصلصال أو المعجون لتكوين مشهد أحبه الطفل من القصة (المساعدة ضرورية إذا كان الطفل يعاني من مشاكل نفسية-حركية).
- تأليف أغنية عن القصة أو المبدأ الذي تعلمه الطفل من القصة.
في المقالات القادمة سنلقي مزيدا من الضوء على هذه الأنشطة.
