Ayoon Final logo details-3
Search

العلاج الإبداعي بالكتب: أهمية الكتاب

د.فريال عبدالله : استاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية

العلاج بالكتب ليس نادِ للكتب، وإنما تقنية مرافقة للعلاج النفسي لخدمة الرفاه الفردي والجماعي. وعليه يعمل المعالج بالكتب على تغذية الجمهور بالنصوص. كما يسمح الكتاب بالمُحاور الوهمي، فيتعامل الجمهور مع شخصيات النص وكأنها أمامه، وهذا هو تحديداً الجانب العلائقي المُراد خلقه. ولذلك هناك النيّة التي يضعها المعالج في اختيار النص، أي النصوص ذات العلاقة بالمشكلة مباشرة. ويجب أن نتذكر دائماً انّ نصّاً ما يمكن ان يُحدث تأثيراً قوياً لدى شخص، وأن لا يكون له أي تأثير لدى شخص آخر، المهم أن يطرح المعالج بالكتب على نفسه طوال الوقت السؤال التالي:”ما الذي يدور في ذهن الجمهور في هذه اللحظة؟ هل عاش دراما أو قصة مماثلة؟ هل واجه شخصية مشابهة؟.

مع الكتاب ندخل في حركة الزمن، فللكتاب وقته وزمانه الخاص الذي يستبدله مع وقتنا. ولذلك يجب تجنب القصص المعقدة والفوق الطبيعة حتى نعطي للجمهور فرصة التماهي مع شخصيات النص، فليس المطلوب تقديم شخصيات خارقة كشخصية superman  ولا شخصيات ضعيفة لاتقوى على مواجهة الحياة. وعليه المطلوب أن تكون بنية النص قوية ومتماسكة وعلى المعالج أن يبقى دائماً وراء النص، فيبتعد كل البعد عن الجانب الأخلاقي الوعظي بل يجعل الكتب هي التي تستجيب وتفعل فعلها وأن تقتصر مهمتنا على إنشاء مساحة إنطلاق للجمهور المُبدع.

إذا من خلال العلاج بالكتب نعتني بالجمهور ونقدم له الرعاية من خلال نصوص تدفع الى التفكير وتطلق العنان لإبداعيته. فينطلق الجمهور أو ينجرف بعيداً عن نقاط الجاذبية حيث يشعر بالحرية.

لا شكّ أن اختيار النص مسألة مهمة جداً  وهناك عدة انواع من النصوص: النصوص الأدبية ، النصوص الحسية، النصوص السردية والفكاهية وغيرها من الأنواع. ولكن من المتعارف عليه عالمياً، أنّ النصوص الحسية تسمح بإعادة إحياء اللحظة، لأن النص الحسي يساعد الجمهور على أن يضع نفسه مكان الكاتب: الألوان ،الأصوات كلها أدوات تسهّل دخول الجمهور في جوّ النص. كما لا بدّ من الإبتعاد عن النصوص المعقدة التي تتطلب جهداً لفهمها أو تلك التي تطرح قضايا كبرى لها علاقة بالمنطق والعقل .. بل على العكس يجب دائماً اختيار نصوص تترك الجمهور في حالة من التخيّل والتصور والتفاعل.

وعليه على المعالج حسن استخدام وإدارة الوقت، بالإضافة الى حشد الأدوات التي تسهل مهمته، فمن خلال القراءة نمدّد للشخص الوقت الذي يتفاعل فيه مع ذاته، ويحاكي ذكرياته وأوجاعه أو حتى أمانيه وأحلامه. فقد يكون الجمهور من المسنين المعزولين في دور الرعاية، أو أشخاص يواجهون الآلام المزمنة، أو أشخاص في حالة حداد، أو حتى الأطفال أو أشخاص معرّضة للجرح أكثر من غيرها ، نجيب على معاناة الجمهور من خلال القراءة والنص والشخصيات والصوت ذو الوظيفة العلاجية.

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video