قراءة في كتاب “استمتع بحياتك”

أن تستمتع بحياتك وتعيش جمالها ولاسيما بالمهارات وفن التعامل مع الناس تكون محبوباً ومقبولاً مع ذاتك والآخرين.. في كتاب “استمتع بحياتك” للدكتور “محمد بن عبدالرحمن العريفي” مختصر لأبعاد كثيرة في نفس الكاتب وكانت بداية الانطلاقة في هذا الكتاب بتأثره بالكاتب الأمريكي دايل كارنيجي وخاصة في كتابه:(فن التعامل مع الناس)،ومن كثرة الإعجاب بالكتاب طبق كل ما جاء في الكتاب ولاحظ التغيير الذي طرأ على حياته بعد ممارسة القواعد والمبادئ التي أدرجها كارنيجي في كتابه، ثم تفاجأ العريفي كثير بعد معرفته أن ديل كارنجي مات منتحراً وتساءل: كيف لهذا الكاتب الرائع والكتب التي كتبها وأصبحت تلهم الكثير من الناس أن يموت منتحرا؟ أليس من الأولى أن يؤثر على ذاته قبل القراء، وبعد تأمل وحوار مع النفس توصل الدكتور محمد العريفي إلى قاعدة وهي إن المرء كلما بلغ من وعي وإدراك من الضروري أن يكمل وعيه بالروح ليحدث توازنًا بين المعرفة الفكرية والروحية؛ فالنجاح لا يقتصر على الدنيا فقط، وإنما ضروريٌّ أن يكون في الدارين الآخرة والأولى. فأقام كتابه (استمتع بحياتك) على هذا الأساس ودعا إلى الاستفادة من السيرة النبوية المحمدية وأصحاب رسول الله ومواقف المتميزين من رجال أمتنا فإنّ فيها ما يغنينا ثم انتهى إلى تأليف كتابه (فن التعامل مع الناس) ليخرج لنا هذه السطور الرائعة
كتاب استمتع بحياتك (جميل ولطيف في ممارساته ومهاراته وفن التعامل مع الناس مأخوذة من تجارب شخصية للمؤلف ومن حياة سيرة النبي صلوات ربي وسلامه عليه مع إدراج الحكمة والأمثال والآيات والأحاديث النبوية فخرج لنا في نسيج جمالي رائع جداً وما زاد الأمر جمالاً ما وضعه فيه من عصارة التاريخ الإسلامي وخلاصات التجارب الشخصية التي مر بها المؤلف فنتج عن ذلك كتاب رائع اسمه:(استمتع بحياتك)
جدير بالذكر أن المؤلف محمد بن عبد الرحمن العريفي الجبري الخالدي (16 يوليو 1970 -) داعية إسلامي سعودي، وأستاذ مساعد في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود، وحاصل على دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونشأ في مدينة الدمام ودرس بها المراحل الدراسية الأولى، ثم درس في ثانوية السمهودي، وكان ينوي دراسة الطب لحظة تخرجه، ولكن تراجع والتحق بكلية الشريعة، وكان عنوان دراسته للدكتوراه تخصص أصول الدين، في العقيدة والمذاهب المعاصرة، (آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الصوفية، جمع ودراسة) وحصل عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1421 هـ (2001م)، وقبلها ماجستير بعنوان الرسالة «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، لابن القيم، تحقيق ودراسة، وهي نونية ابن القيم».