لوحة ونص الفنانة التشكيلية السورية لبنى ياسين | هولندا
ثمة صهيل يخنقه الصدى باكياً
دمشق التي علمتني تأويل الصدفة، وقراءة الفنجان
وتاهت في تضاريس المدن الباكية
وعندما التفتُ إلى ظلي
لم أجدني، لم أجده
ثمة أوراق صفراء
كانت تطير مع الريح
خلتها أنا
وكان الفنجان أسود
ولم يكن فيه «طاقة فرج»
*
أنا يوسف يا أبي*
لكن قميصي تنازعه أخوتي
وتسابقوا إلى آباء آخرين
برقع من قميص
كان قد قدّ وتهرأ
فما استطاعوا أن يدركوا
أمن قبلٍ قدّ؟!!أم من دبر؟!!
لكنهم حكموني بالرجم
وتقاسموا ما تبقى من قميصي
ولم يبرئ ذلك النسيج عيونهم
فرجموني ثانية
وتركوا جثتي للكلاب
**
أنا يوسف يا أبي*
أوشكت على الغرق في البئر
لكن الغريب مدّ يده
وانتشلني
بعد أن أحكم أخوتي
قبضة الموت على عنقي
وعادوا إليك يبكوني كاذبين
**
أنا يوسف يا أبي*
خلف قضبان السجن
رحت أغني مواويل العتابا
أتذكر رائحة أمي
صوتك المتعب
وغروب الشمس عن خيامنا
وقد قتل العزيز رفاق السجن
وما زلت أنتظر حلماً
لأعيد تأويله
لكن السنوات العجاف طالت يا أبي
طالت
وكنت أظنها سبعاً
وما زلت أعدّ سبعاً وراء سبع
وما زالت العجاف عجافاً
*
- عنوان قصيدة لمحمود درويش رحمه الله