Ayoon Final logo details-3
Search

النبأ الأليم

شعر : هلال السيابي

في رثاء الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي فقيد الوطنية والعلم والادب المتوفي هذا اليوم ٤ محرم ١٤٤٥ هجرية .

أيدري الخطبُ أيٌَ فتىً أصابا
وأيٌَ مُجللٍ أوهى ونابا

*

وأيٌَ جنابِ مكرمة توارى
وأيٌَاً من نجومِ المجدِ غابا!

*

وهلَ تدري الكواكبُ في ذُراها
أجل، و البيضُ عانقتِ القِرابا

*

وتَدري المكتباتُ بما دَهاها
وإن كانت مدادَ الشرق ذابا

*

وما أدري وقد رحل المجلي
عن الميدان واستبقَ الصٌّحابا

*

أأضحى ذلك الصرح المُعلٌَى
رهينَ الرٌَمس يلتحف الترابا

*

وبات من المقابر، وهي سكرى
بأوبته، وأهلوه غضابا

*

أأم سكن السموات العوالي
وطار مع النبيين اصطحابا

*

لقد أودى،”المهنا” مُشمَخِرٌَاً
كريم الخيم وهَْاجا، شهابا

*

وطارَ مُحلٌّقاً، والمجدُ يبكي
عليه، ويصرخ الجود انتحابا

*

وأعلنها مجلجلة: إلهي
إليكّ..إليكَ أعجلتُ الركابا

*

ولو أني ملكت عنانّ شوقي
إليك لبتٌ اخترق السحابا

*

فإن بكتِ المحاريب اللواتي
رعاها واستراح لها انتدابا

*

فقد بَكتِ النجوم الزهر حزنا
وأكبرتِ المصيبة والمصابا

*

وبات العلم من عنتٍ وحزنٍ
سقيماً بعدما أبلى الثيابا

*

كأن الصرح بعد الشيخ أضحى
من الخطب الأليم به يبابا

*

هو النبأ الأليم بدا مُلِحٌاً
على الألباب موٌَاراً مهابا

*

تبدٌى بالخطوب مزمجرات
كأن الكون للرحمن آبا!

*

أبا محمود، يا ابن المجد هلاٌ
بقيت لكل مجدبة سحابا

*

وغيثاً صيٌّباً، وحَيَاً مغيثاً
لكل فتى دعا بك أو أهابا

*

وعقلا تشرأب له الدراري
يكاد من الحصافة أن يهابا

*

فتعطي للعلا أبدا حلاها
وتشرق في دجنتها شهابا

*

وتسقي المكرمات، وقد تهاوت
بعزمك، وهو ينسكب انسكابا

*

وتبعث في الحواضر والبوادي
شذاه الفرد والخلق اللبابا

*

فتكسو منك بالشيم العوالي
رجال اليوم شيبا أو شبابا

*

وتبني منك بالغرر الزواهي
صروحا بتن يشكين الحرابا!

*

أيا بن المجد والشرف المعلى
أغادرت المقاصر والقبابا

*

وعِفتَ الغاب والأشبال فيه
بربك هل تعاف الأسد غابا!

*

فمن للصرح بعدك يا مهنا
ومن للغاب إن مولاه غابا

*

ومن للعلم من فرع وأصل
ومن للفقه يشرحه كتابا

*

ومن للدهر يهصر من سطاه
إذا ما افترً هذا الدهر نابا

*

بربك ما دهاك، وكنت أدهى
من ابن العاص رأيا أو حسابا

*

ومن لنوائب الأيام يجلو
غواشيَهنٌَ والمحن الصعابا

*

أراك عجلت نحو الخلد سعيا
وودعت الأهالي والصحابا

*

أشاقك من ذرى الفردوس داع
فلبيت الدعاء المستجابا

*

أجبت الداعي الأعلى سريعا
وخير الناس طرا من أجابا

*

 ولم تثن العنان ولو قليلا
ليوم تشمخر به انتصابا

*

أجل لو انها التسعون عمرا
فليت الدهر بالسنوات حابى

*

فمثلك من تضيء به الليالي
إذا ما الليل ألبسها الثيابا

*

ورثت من الرئيس ومن بنيه
جليل العلم، والرأي الصوابا

*

واترعت الدنان، ولست أدري
أكان النهر أم كان العبابا

*

بلادي، يا عمان المجد أيهاً
فكم من صارم ترك القرابا

*

أراك بكل يوم في رداء
من الأرزاء أحسبه غرابا

*

لقد أفلت نجومك، واستراحت

إلى الآفاق تختار المآبا

*

فمن لك في الحوادث من كريم
إذا ما الخطب بالأرزاء نابا

*

ومن لجلائل التاريخ يعلي
مناكبها، ويرفعها احتسابا

*

مضى الدهر الخؤون بكل فذٌٍ
فأبكى الساح شجوا والرحابا

*

وكم طالت بك الأعناق فخرا
وكم طلنا بك الدنيا رقابا

*

فإن يك بالمهنا طاح يوم
فكم بكِ قد صبا ولكم تصابى!

٤ محرم ١٤٤٥ هجرية – ٢٣ يوليو ٢٠٢٣ م

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video