مما لا شك فيه أن هذا الموضوع هام ونافع للجميع لما يحتويه من معلومات ويمس جوانب هامة من حياتنا فهو كالدوحة السامقة الخضراء كاخضرار الربيع وأرى أفكاري تتدافع في حماسة كي تعانق مداد القلم كى يكتب ويعبر عما بداخلى من أفكار لتعبر عن هذا الموضوع وتنثر من الأشجان والفكر عبر سطوري وكلماتى والجمل الذى تتلاحق لتعبر عن مضمون وجوهر الموضوع والتي أرجو أن أصور نبضي وفكري من خلالها كحديقةٍ غناء ورودها زاهية وأريجها فواح وثمارها ممتعة.
وعندما يبلغ شعور الإنسان إلى مستوى معين من الجمال تتبعثر الكلمات عن وصف الحقيقة الملكوتية وذلك يعود إلى عجز اللغة امام هذه التجليات الجمالية وهنا وفي هذه اللحظات المفصلية تنحني جميع لغات العالم عن الحديث لأنها أدركت انها امام الجلال والكبرياء. وكما يقول أديبنا مصطفى صادق الرافعي : القلب هو سر الجمال الإنساني لأن فيه بركة النفس وزينتها وسكنها، فالبركة تنبت من الخلق الطيب، والزينة تخرج من الفكر الجميل، والسكن يثبت بالإيمان واليقين، وما جمال النفس الإنسانية إلا خلق وفكرة وفضيلة مؤمنة.
ومنذ أن بدأ الإنسان الرسم وتدوين اللغات كانت غايته أن يجعلها في أحسن صورة إلى أن بلغ الفصاحة والبلاغة والبيان غير أنه لم يتجل إلى علو مقام الجمال كما ينبغي فنحن كائنات جمالية ومشاعرية وتحكمنا هذه المشاعر فكم هو رائع عندما نعيش تفاصيل هذه الجماليات ومن لا يدرك الجماليات وعمقها وفلسفتها فهو فقير الوجدان ويعيش الإحباط واليأس والكدر ويفقد المعنى الجوهري للإنسانية ولو توفر لديه المال والمنصب وكل سبل الرفاه فهذه سعادة مؤقتة سرعان ما تنتهي وتندثر. إذن مسألة الجمال مسألة ملحة وضرورة إنسانية ولا يمكن لأي إنسان الاستغناء عنها، ولا أعتقد أن الكثيرين يجهلونها، ولديّ أمل أن يحقق كل فرد حلمه في الحياة والوصول إلى الأمل الذى يتمناه ويرجوه الجميع، ولكن عبر فلسفة الجمال.
يقول الشاعر
كن لطيفاً في الحياة فإنما
باللطف تبلغ في القلوب مقاما
فعيشوا هذه الصفات النبيلة والمعاني الراقية وإذا قلتم إنكم لا تجدونها فأنتم لم تصلوا بعد إلى ذواتكم وإلى الأعماق وذلك لتبحروا في عالم الإنسان عبر الحوار مع الذات والبحث في جوهر الذات بطريقة أو أخرى بالتأمل أو التدبر أو على نحو ذلك لتصلوا ذواتكم إلى أعلى مراتب الجمال، وهي ما يطلق عليها العرفانية التي طالما تحدث عنها عمالقة الجمال كأمثال الإمام علي بن أبي طالب وجلال الدين الرومي وشمس الدين التبرزي وابن عربي وغيرهم من العرفاء الذين أسهبوا في الحديث عن أعماق الإنسان وما تحتوي من جمال، وتجمّلوا بالصفات الجمالية مثل الحب والكرم والشجاعة والتضحية والحلم، وهذه الصفات من يعشها يستشعر عظمتها وروعتها وتأثيرها في تكوين الإنسان وما هي الرسائل التي يبعثها لنفسه وللآخرين. فإذا ما بدأ في الحديث عن الحب فالحب أمر مقدّس في جوهره، وهذا ما يؤكده ابن عربي عندما قال: (أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني)، ويقول مولادنا جلال الدين الرومي: (لا تكن بلا حب كي لا تشعر بأنك ميت مت في الحب وإبق حياً للأبد)، ويقول الإمام علي بن إبي طالب (إن الله يقذف الحب في قلوبنا.. فلا تسأل محب لماذا أحببت)، ويقول شمس الدين التبريزي: (الحب لا يمكن تفسيره ولايمكن معايشته واختباره، وإذا كان الحب لا يمكن تفسيره فهو يفسر كل شيء)، ويقول أيضاً “يجوز الربا في الحب فمن أعطاك حباً رده ضعفين”