في العام 1995 تم إنتاج وعرض المسلسل العماني (عمان في التاريخ) على شاشة تلفزيون سلطنة عُمان وهو من بطولة نخبة من الفنانين العمانين مع مشاركة من الفنانين العرب.،و هو من الأعمال الدرامية التاريخية الضخمة الذي يسرد تاريخ عُمان العريق منذ ما قبل الإسلام حتى العصر الحديث..
قد يجول في نفس القارئ إنني بصدد كتابة مقال عن عمل درامي قديم أو إنني سوف أشرع في أن أخط بقلمي في تفاصيل مسلسل بعينه…!
في الحقيقة لا ليس هذا وإنما أردت أن أسلط الضوء على الأعمال الدرامية العمانية بشكل عام والتاريخية بشكل خاص واسأل سؤال واحد وهو (أين هي اليوم)؟
لماذا غابت حتى اليوم الأعمال التلفزيونية العمانية عن الساحة العمانية والعربية؟ متى سوف نشاهد مسلسل عُمان في التاريخ مرة أخرى؟
إننا اليوم بحاجة ماسة لمثل هذه الأعمال وغيرها لأسباب عدة منها أن للأجيال حق علينا في إطلاعها على تاريخ سلطنة عُمان المجيد وما يحمله من عراقة وشموخ حتى يترسخ الإنتماء في نفوسهم وتنهض أجيال عارفة بتاريخ وطنها وليس هناك أعمق من العمل الدرامي للتعريف بها وتعمقها في ذاكرة الإنسان … ثانياً لسد الفراغ الذي يسود الساحة العمانية من الأعمال القيمة والعميقة والتي أصبحت اليوم نادرة جداً وإن وجدت فبعضها لا يروق للمشاهد والمتلقي عذراً طبعاً من بعض الأعمال وأنا هنا لست بنقد الأعمال أو تقيمها ولكن وكما نرى اليوم نحن نفتقر إلى الدرامة العمانية وكأن الوطن وليد لحظة لا ماضي له.. لماذا لا تخرج أعمال تجسد ملحمة من ملاحم البطولة والبناء و التضحيات التي سطرها التاريخ بقلم من نور على هذا الأرض الطيبة؟
قد يجيبني آخر ويقول إن الأعمال التاريخية تحتاج لجهد كبير كما تحتاج لأموال كثيرة حتى تخرج للنور.. نعم أوافقك الرأي أيها القارئ العزيز ولكن إذا تكاتفت الجهود وكان هناك نص جيد وأداء متقن سوف نتخطى العقبات وحتى العقبات المادية ممكن أن تحل إذا نجحنا في تسويق العمل وكسب عائداته المادية بعد أن نظمن النجاح في ظهوره.. وممكن حتى إن يكون هناك عمل بسيط في بداية الأمر يتطرق إلى فترة معينه من فترات التاريخ العمانية ويسلط عليه من الجانب الإجتماعي أو الإقتصادي أو الأحداث التاريخية منه أو حتى عمل مسلسل درامي لشخصيات عمانية كان لها الدور المؤثر في تلك الفترة من الفترات وما أكثر تلك الشخصيات التي تعاقبت على طول التاريخ العماني وكان لها الفضل الأكبر في صناعة التاريخ العماني المشرق.
إن الكثير منا لا يعرف حتى بعض من هذه الشخصيات والبعض منا عرفها بشكل عابر عبر الكتب المدرسية والتي حينها كان الهدف من معرفتها هو المقرر الدارسي فقط..
من هذا المنطلق أناشد المعنين في الأمر ولكل من له علاقة به بأن ينظر إلى هذا الموضوع بشيء من التعمق والجدية لأن التاريخ العماني العريق له حق علينا بأن نظهره إلى السطح فنحن اليوم نرى الدراما العربية وغيرها تتسابق وتقدم تاريخها وتصلنا ونحن نشاهدها وتأسرنا مشاهدتها ونتعرف عليها في إطار طابعها الدرامي والتمثيلي ولا نجد عملاً واحداً يمثل تاريخنا.
