Ayoon Final logo details-3
Search

العلاج بالكتب الإبداعي: الأدوات

د.فريال عبدالله: أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية

مع العلاج بالكتب نبقى في إطار الرعاية وليس العلاج، وهذا ماكتبته REGINE DETAMBEL المتخصصة في العلاج بالكتب بعنوان:”الكتب تعتني بنا، لعلاج مبدع وخلاق بالكتب”.

فنحن من خلال الكتاب نساعد الجمهور على إطلاق الإبداعية وكذلك مرافقته في ابداعه. وبما أننا لسنا في إطار القراءة فقط، وإنما أيضاً الإبداع، فهناك أدوات مرافقة تُستخدم في العلاج الإبداعي بالكتب. فالجمهور هنا ليس عبارة عن تلاميذ ولسنا اساتذة في طور إجراء تقييم، ولذلك يمكن الإستعانة بكل ما يخدمنا لإنشاء مساحة حرة وآمنة للجمهور المُتعب والمتألم.

إذاً بالإضافة الى القراءة والقصة التي تقدّم للجمهور حقيقة بديلة، وشخصيات فاعلة، حيث نبتعد عن كل القوالب النمطية ونقدم نصوصاً تترك للجمهور حرية التفاعل معها، هناك أدوات أخرى تساعد في العملية الإبداعية، ومنها الكتابة:

نحن هنا في إطار حشد الأدوات، ومن المعلوم أن الناس يخافون من الكتابة، ولذلك نساعدهم على كتابة الكلمات التي أثرّت بهم ، فالناس بحاجة الى توضيح ماتمّ اختباره من خلال القصة. بالإضافة الى أهمية استخدام الورق من قبل الجمهور. فمن المعروف أن الأوراق أسطح منتهية، وعليه يسمح الجمهور لنفسه بالإنجراف والتلامس مع سطح الورقة، بعكس الأجهزة اللوحية التي لا يمكننا التحكم فيها. وفي هذا المجال يتساءل SERGE TISSERON  حول إذا ما كان الورق يسمعنا؟LE PAPIER NOUS- ECOUTE-IL?

الأداة الثانية : هي المفكرة الإبداعية، التي ستكون بمثابة رابط أو جسر تواصل بيننا وبين الجمهور. وسنسعى من خلال صناعة هذه المفكرة واهدائها للجمهور، بأن نجعله مستقل ومبدع في آن واحد: فعندما يستخدم الجمهور المفكرة ويكتب عليها، فهو يكتب لأشخاص ليسوا معه ولكنه يتخيّل أنهم معه. وبذلك يشعر بالأمان وبأنه مستقل، كما أنه حين يكتب على المفكرة فهو يطلق العنان لإبداعيته ونحن نرافقه في هذه الإبداعية حتى لو لم نكن معه.

الأداة الثالثة: الوساطة عبر أو من خلال الأشياء: حيث نطلب من الجمهور إحضار غرض كان لهم معه قصة . ولا شك أن هذه الأداة هي طريقة تجذب الناس، وتعطيهم سبباً ليكونوا معنا، كما أننا نحيي “النرجسية” لدى الآخر عندما نطلب منه التحدث عن علاقته بالغرض. فالرغبة في إظهار الأشياء الحميمة قوية جداً لدى كل واحد منا. وبالتالي فإن الإبتسامة التي نشاهدها على وجه الجمهور وهو يروي قصته مع الغرض، هي مطمئنة وتمنحه الشعور بالأمان. كما يمكن استبدال هذه الأداة بأداة شبيهة حيث نعرض أمام الجمهور مجموعة أغراض ونطلب منه أن يختار غرض ثم يروي لماذا اختاره وماهي دلالته بالنسبة له.

من خلال كل ما تقدم يبني المعالج بالكتب أواصر الولاء بينه وبين الجمهور، كما يمنحه شعوراً بالراحة والأمان.ويجب أن نتذكر دائماً أن كل كلمة يكتبها الجمهور وأي غرض يحضره أو يختاره له دلالة هامة، فهو يقودنا  باختياره الى ذاته ومايدور داخلها. والأهمّ أنّ لكل جمهور متطلباته التي يجب إحترامها والعمل عليها وأن إبتكار أي شخص من الجمهور يسمح لنا في التقدّم في العملية الإبداعية والتعرف على الآخرين: مهاراتهم، شخصيتاهم، رؤيتهم ورغباتهم وكل ذلك بهدف خلق جو تفكير  ايجابي والتعرف أكثر على الذات.

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video