العلاج بالكتب هو وسيلة تعليمية تساعد الأطفال على التعرّف على العالم من حولهم. حيث توفّر الكتب والشخصيات الأدبيّة لهم دعاة يمثلوهم ، ويمثلوا احتياجاتهم وما يجري داخلهم في ذلك الوقت. كما يعطي الأدب للأطفال النحو واللغة والمفردات لفهم العالم وتعزيز معرفتهم والتعبير عن مشاعرهم، ويمنحهم صوتاً ويساعدهم على التنقل في العالم.
يوفّر العلاج بالكتب التمثيل والتنوع والمساواة، ويعرّف الطفل على مجموعة ملوّنة من الشخصيات، لكل منها مكياجها وشخصيتها وعواطفها وخبراتها. كما يسمح لهم بالتواصل مع الشخصيات التي تشبههم، بينما يسمح للأطفال بالتعاطف مع الشخصيات التي تختلف تماماً عنهم. والأهم أنّ العلاج بالكتب هو آلية تأقلم ممتازة، توفّر الراحة من الضيق النفسي وتساعد على إدارة القلق والتوتر بشكل أفضل.
فخلال توترات الحياة، وعندما نساعد في ترسيخ حب القراءة لدى الطفل في وقت مبكر، نوفّر الدعم للطفل عندما لا يكون الآباء أو مقدمو الرعاية بقربه. كما أنّ هذا النمط من القراءة الموصوفة سيُفيد في تنمية فهم الطفل لذاته وتوعيته، وكذلك التعاطف وحلّ المشكلات.
بالإضافة الى أنّ الجمع بين القراءة الموصوفة prescribed reading والكتابة الإبداعية وسرد القصص يمنح الطفل فرصة للتعبير والتفكير فيما قرأه. وتحديد واعتماد آليات التأقلم مع التحديات العاطفية والإجتماعية في المدرسة.
كما تسهّل القراءة والمناقشة الجماعية أيضاً تكامل وجهات النظر المختلفة التي قد تكون مفقودة في تفسيرات الأطفال الفردية. مما يضيف مرة أخرى فهمهم العام للأدب والعالم والآخرين.إنها أيضاً أداة رئيسية لتعزيز التعاطف، وهذا هو تحديداً السبب وراء ضرورة استخدام العلاج بالكتب في الفصول الدراسية.
مراحل العلاج بالكتب وأثره لدى الطفل:
1-أولاً: التعرّف، التماهي :(ربما شعور أو تذكر). Recognition, identification(maybe feeling or memory).
2-ثانياً: الإختبار(الفحص): إذا كان بامكانك الحصول على فهم أفضل.examination (if u can get better understanding).
3-ثالثاً: الصدى. /التنفيس: عند الذهاب الى التبصّر أو الفهم الأعمق للكتابة ما يؤدي الى الراحة والمتعة. Resonance /catharsis upon going insight or deeper understanding of the writing leading to silent relief /pleasure.
4-العمل أو التطبيق الذاتي:يدمج أو يُدخل أفكار بالإضافة الى الحكمة وآليات المواجهة والرؤى المكتسبة في الحياة اليومية.action or self application –integrate ideas,wisdom,coping mechanisms /insights gained into daily life.
بناء على ماتقدّم ، على المعالج بالكتب أن يتحلى بالصفات التالية:
أولاً: الصدق والوضوح مع ذاته.
ثانياً: القدرة على تحليل القضايا
ثالثاً:القدرة على عرض الموقف /الشعور/السلوك بموضوعية أو من منظور مختلف.
رابعاً: الثقة بالنفس بدرجة كافية والتفاؤل بأن التغيير والتقدّم ممكن.
ومن الضروري الإشارة الى أنّ التنظيم والروتين والإتساق هو المفتاح الذي يساعد الأطفال على معرفة مايمكن توقعه وكذلك ماهو متوقّع منهم. وأنه من الأفضل الجمع بين العلاج بالكتب والعلاج من خلال اللعب للأطفال صغيري السن. لأنّ العلاج باللعب هو امتداد طبيعي لكيفية تعلّم الأطفال وفهمهم لعالمهم.
كما ينبغي على المعالج بالكتب أن يقوم بمراجعة عملية اختيار كتاب الأطفال، طارحاً الأسئلة التالية:
هل تتناول القصة المشاعر والإهتمامات المرجوة للطفل؟
هل تُظهر الشخصيات قراراً فعالاً أو استراتيجيات المواجهة، أو طريقة لحل المشكلات؟
هل هو مستوى قراءة ومستوى تنموي مناسب؟ إذاً إنّ العلاج بالكتب يعطي الطفل لغة للتعبير عن مشاعره و يسهل تطوره العاطفي بالإضافة الى الوعي الذاتي ومهارات التوضيح والتوجيه العاطفي ومهارات اكتشاف الذات والإتصال بالإضافة الى تعزيز التنمية الأخلاقية ومهارات التأقلم. وعليه يبدو أن عمل المعالج بالكتب يصّب في قالب من المهنية والحرفية. فبالإضافة الى صفاته الشخصية وكفاءاته العلمية وخبراته وشفافيته وموضوعيته، يجب أن يتذكر دائماً بأنه يستطيع أن يُحدث الفرق والتغيير، وأنه من خلال ما يقدّمه يساعد هذا الآخر، طفلاً كان أم بالغاً، على التعبير عن مكنونات نفسه ويمنحه كما ذكرنا سابقاً مساحة من العالم خالية من القلق والتوتر والكبت. وبذلك تكون مهمته أدق بكثير مما يتخيّل البعض.
