من وطأةِ الليل ومن أهواله
ومن الحصار وعالمٌ يتعامى
*
عشنا نحيكُ من الأنين ملامحا
للنور نغزل للبقاءِ قواما
*
ونصوغ من مُرِّ الحياةِ ثقافةً
للنصر نوقد تحته الآلاما
*
وَنُعِدُّ من أرواح مَنْ سقطوا هنا
شهداءَ للثأر العظيم ذِمَامَا
*
أَوَ بعدَ أن نضجتْ جِراحُ قلوبنا
وغدتْ على الأرض الدموع زِناما*
*
وغدا أنينُ المُوْجَعِينَ عواصفا
تجتثُ من فوق الثرى الأقزاما
*
وتدكُ كالطوفان دون هَوادةٍ
قِلَعَ العدوِ وتسحقُ الأكاما
*
أَوَ بعد أنْ صِرْنَا على أبوابهم
موتاً وفي أوراقهم أرقاما
*
يستوقفون جموحنا بسيوفهم
وصدورهم تتهيبُ الإقدما
*
يتوعدون من الجحور كأنَّهم
جُرَذٌ بخوفٍ ترصدُ الأقدما
*
يستنفرونَ بجبنهم ترسانةً
فقدتْ أمام إِبائِنا الإجراما
*
ولتغسل العار الذي مُنِيَتْ به
لتُحِيلَ بالقصف الحياة ركاما
*
عبثا تحاول بعد أنْ كَبُرَتْ على
غاراتها أنْ تخنقَ الأحلاما
*
هيهات تكسرنا ونحن شموخنا
دينٌ بعزَّةِ عزِّه نتسامى
*
هيهات تقتلنا ونحن حياتنا
حق يزيدُ بموتنا إِعْظاما
*
إنْ يقتلوا مِنَّا شهيدا خلفه
أرضٌ سَتُنْبِتُ بعده أقواما
*
إنْ يُثْخِنُوا فينا الجراحَ فإنَّنا
منها نضئ لنصرنا الأياما
*
منها سنشعِلُ في الظلام كفاحنا
ونُعد للفجر المجيد تماما
*
منها سَنَعْبُرُ صمتنا العربيْ ومن
خذلانه ونحطمُ الأصناما
*
ومن الدم المسفوك نُحيي أمةً
لتعودَ من دَرَكِ الهوان إماما
*زناما = مصيبة، داهية