Ayoon Final logo details-3
Search

مرضى البهاق والآمال المعقودة

محمد بن زاهر العبري

تلقيت صباح الثلاثاء الفائت دعوة كريمة لحضور منتدى أقامته عيادات الدكتورة فخرية الشبلية حمل عنوانا أوقفني للحظات وهو” منتدى مرض البهاق” تحت رعاية صاحب السمو الدكتور السيد كامل بن فهد آل سعيد الموقر، إذ لا أذكر خلال السنين الماضية مر عليّ عنوان يتعلق بمرض البهاق، رغم أن أعداد المصابين به في ازدياد، ومعنى هذا أن هذه خطوة في المسار الصحيح، لتعريف المجتمع العماني بما يعانيه مريض البهاق من جهة، وآخر العلاجات للسيطرة على هذا المرض.

حضر الملتقى أطباء كبار في هذا الحقل، كالدكتور أحمد العيسى من المملكة العربية السعودية الذي تتطرق إلى أهمية التعاون في مجال البهاق ومجال الصحة بشكل عام بين المملكة وبين السلطنة، والدكتور بيكاردو من إيطاليا، والدكتور دافندر من الهند، الذين تحدثوا عن علاج البهاق والمدى الذي قطعه في سبيل شفاء المرضى منه، ثم فتح الملتقى المجال للحضور أن يطرح أسئلته.

البهاق عندما يصيب أعضاء الإنسان الظاهرية، خصوصا الأطفال، فهو يعرضهم إلى الانزواء هروبا من التنمر، أو الخوف من كيفية تعامل المجتمع معهم، وقد يسبب في إعاقة تحصيلهم العلمي، أو إصابتهم بعُقد وأمراض نفسية لا سمح الله.

وهذا المرض أيضا لا يرحم الشباب لأنه يعيق اندماجهم بالمجتمع، فإقبالهم على الزواج يتراجع خوفا من الرفض، كما وأن اندماجهم في الأنشطة الاجتماعية أيضا يقل ويتراجع لذات السبب.

من هُنا، يلزم توفير توعية ليس فحسب على مستوى عائلات أولئك المصابين، وإنما لجميع الناس، خصوصا في حقول التربية والتعليم، حتى يتم التعامل مع الطفل المصاب بالبهاق بشكل صحيح، وحمايته من السخرية والتنمر ومنعه من الانزواء بمرضه بعيدا.

من المؤسف أن لا نجد جمعية أو رابطة تختص بمرضى البهاق، تعمل على بث الوعي وتقديم التوجيه والنضح، ومعالجة حالات العقد والمشاكل النفسية، وممارسة الدور التوعوي والتثقيفي.

وجود جمعية عمانية لمرضى البهاق ضرورة تنموية حضارية وصحية توعوية أرجو أن لا يطول الوقت للاعلان عنها وتدشينها.

تكثيف حمالات التوعية سواء المرئية منها والمسموعة ووجود مادة علمية في المناهج الدراسية خصوصا المهارات الحياتية والمواد الأخلاقية من الضروري لها أن تتطرق إلى الأمراض التي توجد حائلا اجتماعيا بين المصاب وبين مجتمعه، كما وتشجيعا لمرضى البهاق لأدل الاندماج في المجتمع، من الضروري أن يتم تسهيل إجراءات تعينهم، وعلاجهم، وتقديم الخدمات الضرورية لهم بنحو خاص يساعد على عدوتهم إلى المجتمع، إذ ليس من المعقول أن نفقد طاقات وطنية عالية الأداء بسبب حائل لا يسلب من المرضى قدراتهم التفكيرية وتلك المهنية أو الاكاديمية والميادنية.

عيادات الدكتورة فخرية قد خطت من أهم الخطوات في طريق مكافحة المرض والتوعية بشأنه، فهذه المبادرة قد تأخرت جدا ربما لأنها لم تجد من يقوم بإقامتها.

والآن وقد سلط الاعلام الضوء على المرض وما يسببه من أزمة نفسية واجتماعية، فنحن في انتظار ما يستجد من قادم المشاريع على هامشه، أولها إعادة إقامة هذا المنتدى في الأعوام القادمة، وآخرها اشهار جمعية عمانية لمرضى البهاق، على أن تتواجد احصائايت دقيقة عن عدد المصابين بهذا المرض، في سبيل الحد من أن يقع مرضاه في شبكاك أزمات نفسية واجتماعية قد يصعب لاحقا التعامل معها.

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video