تُطوى السنونَ وضادُنا تتضوَّعُ
يرتادهُ إمَّا يشاءُ المُبدعُ
*
فيهيمُ في أرجائِهِ متألِّقًا
لِيصوغَ من صُوَرٍ وما يتفرَّعُ
*
ما قصَّرتْ يومًا ولا قد جازَها
أو شكَّ في قدراتِها ما يُفزعُ
*
حملتْ رسالةَ أمّةٍ بِلسانها
ما اعوجَّ حرفٌ أو تجانفَ مَسمَعُ
*
وتألَّقتْ نغمًا بحسنِ تلاؤمٍ
وزهتْ بجرسٍ حينَ يُتلى مقطعُ
*
لمّا تزلْ ترقى بصوتِ مؤذّنٍ
وبها يُؤَمُ الساجدون الرُّكَّعُ
*
ويرودها الشعراءُ كلٌّ يبتغي
منها القوافي حين يجملُ مطلعُ
*
والناثرون وقد تسامى فنُّهم
وجدوا بها لونًا يشعُّ ويسطعُ
*
وأولو الخطابةِ لم تزلْ تجري على
أفواههم شهدًا يسوغُ ويُشبِعُ
*
وذوو الفصاحةِ لم يزالوا ههنا
حيرى وقد نكصوا وثمَّة أقلعوا
*
ماذا أقول بيومها والله قد
كفلَ الحفاظَ لها متى ما نرجعُ
*
حييتِ من لغةٍ ولودٍ لم يغِبْ
معنًى ولا عجزتْ ولا تتصدَّعُ
*
ستظلُّ فخرًا يستطيلُ على اللُّغى
إنْ منبرٌ فيها ارتقى أو مَجمًعُ
*
أو مَقعَدٌ للدرسِ يُنصتُ واعيًا
من روعةِ الحرفِ الجميلِ فيخشعُ
*
للهِ أنتِ! غدوتِ جسرًا رائعًا
بينَ السما والأرضِ نِعْمَ الموضعُ