Ayoon Final logo details-3
Search

قراءة في كتاب عُمان الديمقراطية الإسلامية للدكتور حسين غبّاش

عرض: زكريا الحسني

مرت على عُمان فترات من المطامع الخارجية ولاسيما موقع عمان الاستراتيجي وكان المذهب الإباضي نموذجا عربيا إسلاميا رائعا في الديمقراطية حتى نعرف أنفسنا على العالم بهذه التجربة الناجحة في إدارة الدولة التي تأسست وتشكلت بتشريعات وقوانين في تنصيب السلطة العليا وتوزيع المهام في إدارة الدولة وهذا الكتاب الذي أصدره الدكتور حسين غبّاش يعد دراسة مكثفة وممتدة  في فترة خصيبة من الزمن حول تاريخ عمان السياسي الممتد من الخلافة الراشدة إلى دولة النباهنة واليعاربة  وصولا غلى الدولة البوسعيدية، كما إنّ هذه الدراسة تحتوي على أهم ركائز المذهب الإباضي وكيف تشكل وما له من قدرة في إدارة السلطة.

إنّ العديد من المذاهب الإسلامية تشكلت بعد التحكيم بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية – رضي الله عنهما – في معركة صفين حيث ظهرت ثلاث فرق هي (الشيعة والسنة والخوارج).

وقد ذكر حسين غبّاش في المصادر التي رجع إليها بأن الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب لرفضهم التحكيم وكانوا يرون في قرار التحكيم طعنا في شرعية الخليفة على نفسه لأن الخليفة التي اتفقت عليه الأمة لا يمكن أن يخلع وإن هذه حيلة من معاوية بدأت في معركة صفين حيث كان على مشارف الهزيمة حتى رُفعت المصاحف على الرايات وطالبوا بالتحكيم إلا أنّ الخوارج رفضوا ذلك بشدة وأثنوا الإمام علي عن القبول بذلك حتى تفاجأوا بأن الإمام عدل عن رأيه ورضي بالتحكيم فخرجت الخوارج عن لوائه، وتم عزل الإمام علي في التحكيم إلا أنه تدارك الأمر وفطن بأنها حيلة وعلى إثرها طلب من الخوارج الرجوع إلى لوائه فأبوا لأنه خلع نفسه من الخلافة.

 فحاربهم الإمام علي بن أبي طالب في واقعة النهروان وأكثر فيهم القتل  فتفرقوا وانشقت منهم عدة جماعات هي (الأزارقة، والنجدات، وأهل الدعوة) وقد عرفت هذه الأخيرة لاحقاً باسم الحركة الإباضية نسبة إلى واحد من أوائل رموزها عبدالله بن إباض.

وأيضاً كانت هناك مطامع كثيرة على  عُمان لموقعها المميز المطل على المحيط الهندي وبحر العرب وبحر عمان ومضيق هرمز فأتى البرتغاليون وغزو عمان وأصبحت من أهم المستعمرات نظرًا لموقعها المتميز وصارت مركزا للبرتغاليين في عصر دولة النباهنة ولكونها كانت مرحلة اضطراب وصراعات داخلية فسهل على البرتغاليين استعمارها وتتابع الاستعمار إلى أن جاء الفرس واجتمع العلماء على تنصيب ناصر بن مرشد اليعربي حاكما على عمان ومن هنا ابتدأت الدولة اليعربية فكانت هناك مهام وضعت على عاتقه وبدأ الحملات في طرد البرتغاليين والفرس من عمان وتم استئصال شأفتهم في عهد سلطان بن سيف اليعربي وطارد البرتغاليين في الساحل الأفريقي والمحيط الهندي وتم القضاء عليهم وجاء بعده سلطان بن سيف وبعد وفاة سلطان بن سيف نشبت خلافات على السلطة وبدأت الاضطرابات تعود من جديد فعاد الفرس من جديد أثناء هذه الاضطرابات كفرصة لهم فاغتنموها وبدأ الاستعمار الفارسي على عمان.

حتى جاء اليوم اجتمع علماء عمان وذوي الوجاهة فاختاروا أحمد بن سعيد البوسعيدي إماما لهم واتخذ من صحار عاصمة له، وكان اختيارا موفقا جداً وكان رجل المرحلة، وبدأ بطرد الاستعمار الفارسي ووحّد البلاد تحت إمرته وكان محنكا في اختيار أعضاء حكومته ومعاونيه في إدارة البلاد ومن هذا التاريخ بدأت انتقال عمان من مرحلة الإمامة إلى مرحلة السلطنة ورأى أحمد بن سعيد بأن التوريث أفضل من تعدد الآراء المستمرة التي تنتج عنها الاضطرابات المتواصلة التي تستغلها المطامع الخارجية في الاستعمار وما إن تولى الإمام أحمد بن سعيد زمام الأمور حتى بدأ بتوحيد عمان ونما الازدهار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في دولة ألبوسعيد التي هي النموذج الرائع والعملي في إدارة الدولة التي استمرت إلى الآن تحت مسمى الدولة البوسعيدية لنجاحها في السيطرة على  زمام الأمور من الانفلات أمام رغبات  التمرد الداخلي والوقوف أمام الاطماع الخارجية.

 وحفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق من نسل الإمام العظيم أحمد بن سعيد حفظ الله سلطنة عمان سلطانها وشعبها وأرضها وجعلها ارضا مباركة

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video