Ayoon Final logo details-3
Search

التبرع حياة

بقلم :مريم بنت خميس بن محمد الشحية

تعدّ عملية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة واحدة من أهم الخطوات التي يمكن للإنسان أن يقدمها لإنقاذ حياة الآخرين – لا إطالة لأعمارهم – بل لتحسين جودة حياتهم مع يقينه بأن الآجال بيد الخالق، وهي فرصة للتضامن والعطاء، وتعبر عن روح الإنسانية والرحمة.

وعندما نتحدث عن التبرع بالأعضاء، نتحدث عن هبة حقيقية تمتد لتصل إلى حد البطولة، حيث يقدم الأفراد هدية الأمل في الحياة وتحسين جودة معيشتهم للأخرين الذين يعانون من أمراض مزمنة قد تهدد حياتهم.

ويعتمد هذا النوع من التبرع على بذل أعضاء وأنسجة من جسم الشخص المتوفى لزرعها في أجساد أشخاص آخرين يعانون من أمراض أصابت وظيفة أعضائهم الجسدية بالعجز عن إكمال مسيرتها وبدأت تهدد وتنغص عليهم معايشهم. والتبرع بالأعضاء بعد الوفاة تتم بعدة طرق؛ نذكر منها:

1. التبرع الطوعيّ: حيث يمكن للأشخاص تعبئة استمارة الموافقة على التبرع بالأعضاء وتقديمها إلى المؤسسة المعنية في بلدانهم. وعند وفاتهم، ستكون أعضاؤهم متاحة للزرع وإنقاذ حياة الآخرين.

2. موافقة أسرة المتوفى: في بعض البلدان، يتعين على أسرة المتوفى الموافقة على التبرع بالأعضاء بعد وفاة قريبهم، حتى لو لم يكن المتوفى قد أبدى رغبته في ذلك أثناء حياته.

3. التبرع الشرعيّ: في بعض الثقافات والديانات، يعتبر التبرع بالأعضاء بعد الوفاة عملاً جيداً ومحموداً، مما يشجّع على هذا الفعل الإنساني.

لماذا ندعو الناس إلى التبرع بالأعضاء بعد وفاتهم؟

1. إنقاذ حياة الآخرين: يعاني العديد من الأشخاص من أمراض خطيرة تستدعي زرع أعضاء حية لإنقاذ حياتهم، مثل أمراض القلب والكبد والكلى، والتبرع بالأعضاء بعد الوفاة يمكن أن يكون الأمل الوحيد لهؤلاء الأشخاص.

2. تحسين جودة الحياة: فالأعضاء المزروعة بنجاح تساعد المرضى على عيش حياة أفضل وأكثر صحة. فبفضل التبرع بالأعضاء، يمكن للأشخاص العودة إلى حياتهم اليومية وممارسة الأنشطة التي لم يكونوا قادرين على ممارستها من قبل.

3. تعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة هو خطوة هامة لزيادة مستوى التبرع والمساهمة في إنقاذ حياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى زرع أعضاء. وهناك العديد من الطرق التي يمكن بها تحقيق ذلك:

1. الحملات الإعلامية: يمكن تنظيم حملات إعلامية تسلّط الضوء على قصص نجاح التبرع بالأعضاء وتسليط الضوء على الأشخاص الذين انتظروا طويلاً للحصول على أعضاء وكيف ساعدهم التبرع بالأعضاء في تحسين جودة حياتهم.

2. الندوات وورش العمل: يمكن تنظيم ندوات وورش عمل تثقيفية حول التبرع بالأعضاء وتوزيع معلومات دقيقة حول العملية والفوائد للمجتمع. يمكن دعوة أطباء ومتبرعين ومستفيدين للحديث عن تجاربهم .

3. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حيث يمكن مشاركة قصص وصور وفيديوهات تسلط الضوء على التبرع بالأعضاء وتشجيع الناس على التفكير في التبرع.

4. التعاون مع المؤسسات والمنظمات: التعاون مع منظمات تعمل في مجال التبرع بالأعضاء يمكن أن يساعد في توجيه جهود مشتركة لزيادة الوعي وزيادة عدد المتبرعين المحتملين.

5. إدراج الموضوع في المناهج التعليمية: يمكن تضمين موضوع التبرع بالأعضاء في المناهج التعليمية في المدارس والجامعات لتعليم الأجيال الصاعدة عن أهمية هذا العمل الإنساني.

بزيادة الوعي حول التبرع بالأعضاء، يمكن تشجيع المزيد من الأشخاص على التفكير في تقديم مساهمتهم والتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، مما يمكن أن ينقذ حياة العديد من الأشخاص ويسهم في تحسين جودة حياتهم ,  فالتبرع بالأعضاء واحدًا من أعظم الأعمال الإنسانية التي يمكن أداءها.

إنها عملية تسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين نوعية حياة الكثيرين. وعندما نتحدث عن التبرع بالأعضاء، نتحدث عن هبة حقيقية تمتد لتصل إلى حد البطولة، حيث يقدم الأفراد هدية الحياة للأخرين الذين يعانون من أمراض مزمنة قد تهدد حياتهم.

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video