أسرج على الشٌَمسِ أو أسرج على القمَر
وانزل على العرشِ ضيفاً طاهرَ الأزر
*
فليستِ الأرضُ كفؤاً أن تكونَ بها
يا ساميَ الروح أو يا سامكَ القدر
*
قد اصطفاكَ إلهُ العرشِ جلٌَ ، كما
قدِ اصطفى رُسلَه من سائرِ البشَر
**
لا يَقبَل العرش في علياءِ ساحتِه
من البرُّية إلا كلٌَ ذي خَطَر
*
فما ترومُ القوافي أو تحاوِلُه
من الرثاء، وقد وفٌّقتَ للظٌفر
*
نزلتَ منزلةً ما إن ترامُ سوى
بشهقةِ الرٌُوح تحتَ الصٌَارمِ الذٌَكَر
*
لا يعرفُ الافقُ الا النيٌَراتِ هوىُ
وانتَ أنورُ من شمسٍ ومن قَمر
*
عَلقتَه فتلقٌَتك النٌجومُ به
شمساً تضيءُ مدى الأعوامِ والعُصُر
*
ما لذعةُ الموتِ الا كأس منطلقٍ
الى الجِنانِ ، ومهدِ الحُور والحوَر
*
ويا فخارَ الذي كانت سلافته
كأس من السٌيف والخطيٌَةِ البُتُر
*
وتلك خيرةُ ربٌّ العرشِ، قد هَبَطَت
تدعوك لله والجنٌَات والخِيَر
*
لم تُكَتسب أبداً عبرَ المدى بسوى
سفحِ الدٌماء لمنصورٍ ومُنتَصر
*
ضاءت “ببدر”، ونافت عن ذرى “أحد”
واشرقت بثرى “اليرموك” من “عمر”
*
وزغردت مع “صلاح الدين” راقصة
تحت العجاج على “حطين” في سمر
*
بخ بخ ياشهيد النصر.. أنت لها
أوتيتها قَدَراً يَسعى لمقتَدِر
*
ضمٌَخت بالدٌَم أرضَ العزٌّ فانتشرت
أنسامُه بين بدوِ العُربِ والحضَر
*
صَنعتَ ما أعجزَ الأيامَ من حقبٍ
وجئت بالآيِ تمحو سنًَة البطَر
*
ضربتَ ضربتَكَ الشماءُ فانتَبَهت
لها السماوات والاملاك بالظفر
*
وماجَ آلُ بني صَهيونَ من جَزعٍ
ومن خُنوعٍ ومن ذلٌٍ ومن خَوَر
*
وردٌَدَ الخافقانِ الأمرَ، وانتَشَرَت
بشائرُ النٌَصر تجلو طلعةَ القَمر
*
ورِيعَ جمعُ بني السكسونِ، وانتبهوا
مروٌَعِين بذاك اليوم في السٌَحَر
*
حجٌَوا سراعاً الى الباغي، وما فتئوا
زحفاً لنصرتِه بالشرٌّ والشٌَرَر
*
وأجلَبوا خيلَهم، والذٌُعرُ يقدِمُهم
لقتلِ طفلٍ، وشيخٍ نائفِ العُمُر
*
وقدٌَموا كلٌَ ما تحوي خزائنُهم
من مهلكات ومن نابٍ ومن ظفرِ
*
وما دَروا أنٌَ أمرَ الله فوقَهم
وأنه نصرُه، لا حيلةُ البشَر!
*
أخزاهم الله، ما أوهى عقولهم
كأنما صنعت من جامدِ الحَجَر
*
جاءوا انتصاراً لبغيِ المعتدينَ فلم
تُفلِح خطاهم، وضلٌَوا ضلٌَة الحُمُر
*
رموا حضارتَهم رميَ الكلابِ، وكم
بها تغالَوا، فيالله والبطَر!
*
حتٌَى ظننا وخِلنَاها مَحصٌَنةً
وأنٌَها مَعَهم كالآي والسٌُوَر!
*
وأنٌَهم بلَغوا في المجدَ ما بلغوا
بها، وأنٌَهم منها بلا كَدَر
*
حتٌَى تجلٌَت على الدٌُنيا حقائقُهم،
بلا حجابٍ ولا سِترِ من السٌُتُر
*
قد بينٌَت غزة الشماء أمرَهم
وأظهرتهم بخلقِ الذئبِ والنَمَر
*
فالحمدلله أخرى الله أوجههَم
حتى ،بدوا للورى كالشٌَاءِ والبَقِر
*
فقد أتوا غزةً والبغيُ قائدُهم
يرمونها تحتَ سَمعِ الكونِ والبصَر
*
صَبٌُوا عليها من الأهوالِ ماعَجِزت
عنه البريٌةُ في تاريخِها القَذِر
*
راعوا الطٌُفولةَ في أدواحِها، وبَغوا
على اليتامى ، ولم يٌبقُوا على أثر
*
وروٌَعوا كلٌَ طفلٍ في مراضِعِه
مع امٌّه وأبيه دونما حذر !!
*
شمائلُُ لهم من حينما وُلِدُوا
تَعِفٌُ عنها سباعُ الغابِ والعَفَر
*
بني العروبةِ، يا أبناءَ أمٌَتِنا
يا أسد خفٌَانَ من قحطانَ أو مَُضَر
*
هذي فعالُ بني صهيونُ ماثلةُُ
لكلٌّ ذي مقلةِ أو كلٌّ ذي بَصَر
*
لم يَتركوا مُخزِياٌ من خلقِهم وخَناً
إلا أتوه على الآصالِ والبكر
*
فأين أنتم بني قومي، وكم لكمُ
في المجدِ من سلفِ في سالفِ العُصُر
*
ألم يرعْكُم بحقٌّ الله ما ارتكبتْ
صهاينُ الغَدر من ضرٌٍ ومن ضَرَر
*
ألم يرعْكُم نحيبُ الطفلٌِ تقذِفُه
مُمزٌَقا طائراتُ المعتدي الأشِر
*
ألم يرعكم وجيشُ البغي منتشرُُ
فوقَ الرٌُكام، ولمٌَا يُبقِ أو يَذَر
*
فأين مجدُكُمُ أم أينَ نخوتُكم
أم أنها ذهبت مع ساكني الحٌفَر!
*
فإن موقفكم أخرى وافظعُ
من فعلِ اليهود فهل من سامع ذمر!
*
ماذا تقولون للجبٌَار يومَ غَدٍ
ومالكم غير قَلبٍ جدٌ منكَسِر
*
اللهٌُ أكبرُ من شوهاءَ سيئةٍ
كالليل قد طبَُقَ الدنيا بمعتكر
*
بئس الخلال التي يندى الجبين له
يا آل يعرب صرتم نكتة البشر!
*
بغدادُ تبكي، وأولى القبلتينِ بلا
كرامةٍ، وربوعُ الشامِ في خطر
*
ومصر في جزع مما يراد بها
وإنه لفظيع الخطب والضرر
*
وليس فينا وأيم الله من فطن
لما يراد، ولا منا بمنتصر
*
كأنما نحن من سكر ومَخيَلَةٍ
بلا نهى من غواء أيٌ مُستَعِر
*
فإن يدم ما أراه من تفرٌُقِنا
فإنها فرقة تهدي الى سقر!
*
وليشهد الله، كم حذرت من نذر
ولم أجد قطٌُ من يُصغي الى النذر!
٢٦ من جمادى الآخرة /١٤٤٥ هجرية – 8 من يناير 2024