Ayoon Final logo details-3
Search

أيها الشهيد

شعر : هلال السيابي| سلطنة عُمان

أسرج على الشٌَمسِ أو أسرج على القمَر
وانزل على العرشِ ضيفاً طاهرَ الأزر

*

فليستِ الأرضُ كفؤاً أن تكونَ بها
يا ساميَ الروح أو يا سامكَ القدر

*

قد اصطفاكَ إلهُ العرشِ جلٌَ ، كما
قدِ اصطفى رُسلَه من سائرِ البشَر

**

لا يَقبَل العرش في علياءِ ساحتِه
من البرُّية إلا كلٌَ ذي خَطَر

*

فما ترومُ القوافي أو تحاوِلُه
من الرثاء، وقد وفٌّقتَ للظٌفر

*

نزلتَ منزلةً ما إن ترامُ سوى
بشهقةِ الرٌُوح تحتَ الصٌَارمِ الذٌَكَر

*

لا يعرفُ الافقُ الا النيٌَراتِ هوىُ
وانتَ أنورُ من شمسٍ ومن قَمر

*

عَلقتَه فتلقٌَتك النٌجومُ به
شمساً تضيءُ مدى الأعوامِ والعُصُر

*

ما لذعةُ الموتِ الا كأس منطلقٍ
الى الجِنانِ ، ومهدِ الحُور والحوَر

*

ويا فخارَ الذي كانت سلافته
كأس من السٌيف والخطيٌَةِ البُتُر

*

وتلك خيرةُ ربٌّ العرشِ، قد هَبَطَت
تدعوك لله والجنٌَات والخِيَر

*

لم تُكَتسب أبداً عبرَ المدى بسوى
سفحِ الدٌماء لمنصورٍ ومُنتَصر

*

ضاءت “ببدر”، ونافت عن ذرى “أحد”
واشرقت بثرى “اليرموك” من “عمر”

*

وزغردت مع “صلاح الدين” راقصة
تحت العجاج على “حطين” في سمر

*

بخ بخ ياشهيد النصر.. أنت لها
أوتيتها قَدَراً يَسعى لمقتَدِر

*

ضمٌَخت بالدٌَم أرضَ العزٌّ فانتشرت
أنسامُه بين بدوِ العُربِ والحضَر

*

صَنعتَ ما أعجزَ الأيامَ من حقبٍ
وجئت بالآيِ تمحو سنًَة البطَر

*

ضربتَ ضربتَكَ الشماءُ فانتَبَهت
لها السماوات والاملاك بالظفر

*

وماجَ آلُ بني صَهيونَ من جَزعٍ
ومن خُنوعٍ ومن ذلٌٍ ومن خَوَر

*

وردٌَدَ الخافقانِ الأمرَ، وانتَشَرَت
بشائرُ النٌَصر تجلو طلعةَ القَمر

*

ورِيعَ جمعُ بني السكسونِ، وانتبهوا
مروٌَعِين بذاك اليوم في السٌَحَر

*

حجٌَوا سراعاً الى الباغي، وما فتئوا
زحفاً لنصرتِه بالشرٌّ والشٌَرَر

*

وأجلَبوا خيلَهم، والذٌُعرُ يقدِمُهم
لقتلِ طفلٍ، وشيخٍ نائفِ العُمُر

*

وقدٌَموا كلٌَ ما تحوي خزائنُهم
من مهلكات ومن نابٍ ومن ظفرِ

*

وما دَروا أنٌَ أمرَ الله فوقَهم
وأنه نصرُه، لا حيلةُ البشَر!

*

أخزاهم الله، ما أوهى عقولهم
كأنما صنعت من جامدِ الحَجَر

*

جاءوا انتصاراً لبغيِ المعتدينَ فلم
تُفلِح خطاهم، وضلٌَوا ضلٌَة الحُمُر

*

رموا حضارتَهم رميَ الكلابِ، وكم
بها تغالَوا، فيالله والبطَر!

*

حتٌَى ظننا وخِلنَاها مَحصٌَنةً
وأنٌَها مَعَهم كالآي والسٌُوَر!

*

وأنٌَهم بلَغوا في المجدَ ما بلغوا
بها، وأنٌَهم منها بلا كَدَر

*

حتٌَى تجلٌَت على الدٌُنيا حقائقُهم،

بلا حجابٍ ولا سِترِ من السٌُتُر

*

قد بينٌَت غزة الشماء أمرَهم
وأظهرتهم بخلقِ الذئبِ والنَمَر

*

فالحمدلله أخرى الله أوجههَم
حتى ،بدوا للورى كالشٌَاءِ والبَقِر

*

فقد أتوا غزةً والبغيُ قائدُهم
يرمونها تحتَ سَمعِ الكونِ والبصَر

*

صَبٌُوا عليها من الأهوالِ ماعَجِزت
عنه البريٌةُ في تاريخِها القَذِر

*

راعوا الطٌُفولةَ في أدواحِها، وبَغوا
على اليتامى ، ولم يٌبقُوا على أثر

*

وروٌَعوا كلٌَ طفلٍ في مراضِعِه
مع امٌّه وأبيه دونما حذر !!

*

شمائلُُ لهم من حينما وُلِدُوا
تَعِفٌُ عنها سباعُ الغابِ والعَفَر

*

بني العروبةِ، يا أبناءَ أمٌَتِنا
يا أسد خفٌَانَ من قحطانَ أو مَُضَر

*

هذي فعالُ بني صهيونُ ماثلةُُ
لكلٌّ ذي مقلةِ أو كلٌّ ذي بَصَر

*

لم يَتركوا مُخزِياٌ من خلقِهم وخَناً
إلا أتوه على الآصالِ والبكر

*

فأين أنتم بني قومي، وكم لكمُ
في المجدِ من سلفِ في سالفِ العُصُر

*

ألم يرعْكُم بحقٌّ الله ما ارتكبتْ
صهاينُ الغَدر من ضرٌٍ ومن ضَرَر

*

ألم يرعْكُم نحيبُ الطفلٌِ تقذِفُه
مُمزٌَقا طائراتُ المعتدي الأشِر

*

ألم يرعكم وجيشُ البغي منتشرُُ
فوقَ الرٌُكام، ولمٌَا يُبقِ أو يَذَر

*

فأين مجدُكُمُ أم أينَ نخوتُكم
أم أنها ذهبت مع ساكني الحٌفَر!

*

فإن موقفكم أخرى وافظعُ

من فعلِ اليهود فهل من سامع ذمر!

*

ماذا تقولون للجبٌَار يومَ غَدٍ
ومالكم غير قَلبٍ جدٌ منكَسِر

*

 اللهٌُ أكبرُ من شوهاءَ سيئةٍ
كالليل قد طبَُقَ الدنيا بمعتكر

*

بئس الخلال التي يندى الجبين له
يا آل يعرب صرتم نكتة البشر!

*

بغدادُ تبكي، وأولى القبلتينِ بلا
كرامةٍ، وربوعُ الشامِ في خطر

*

ومصر في جزع مما يراد بها
وإنه لفظيع الخطب والضرر

*

وليس فينا وأيم الله من فطن
لما يراد، ولا منا بمنتصر

*

كأنما نحن من سكر ومَخيَلَةٍ
بلا نهى من غواء أيٌ مُستَعِر

*

فإن يدم ما أراه من تفرٌُقِنا
فإنها فرقة تهدي الى سقر!

*

وليشهد الله، كم حذرت من نذر
ولم أجد قطٌُ من يُصغي الى النذر!

٢٦ من جمادى الآخرة /١٤٤٥ هجرية – 8 من يناير 2024

secondplay

3 Videos
Play Video

TestPlaylist

3 Videos
Play Video