بعضنا يولي ممارسة الرياضة حقها، لعلمهِ بفوائدها على الصحة البدنية والنفسية، أما البعض الأخر فيبدء بممارسة الرياضة بعد أن تحاصره الأمراض، وبالطبع نشجع هذه الفئة ونحفزها على ممارسة الرياضة، ونقول لها أن تصل متأخراً خير لك من عدمِ الوصول، وللأسف الشديد هناك من يستمر في إهمال ممارسة الرياضة حتى بعد إصابته بالأمراض وتكون عواقب ذلك وخيمة.
ووممارسة الرياضة تأخذ أشكال متعددة، فهناك من يمارس الرياضة لأهداف احترافية كلاعبي الأندية الرياضية والمنتخبات الوطنية، الذين يمارسون مختلف الرياضات الجماعية مثل كرة القدم، وكرة السلة، والهوكي، وغيرها، والبعض الأخر يمارس الرياضات الفردية بشكل احترافي ويمثل الأندية والمنتخبات الوطنية في مسابقات تنس الطاولة، والتنس الأرضي، واللعبة الجديدة “البادل” التي أصبحت موضة في هذه الأيام، وغيرها من الألعاب الفردية.
ولكنني لست هنا بصددِ التحدث عن ممارسةِ الرياضة لأهدافٍ إحترافية، مع الأخذ في الاعتبار السعي للتحدثِ عن هذا الموضوع المهم مستقبلاً، وسنتناول هنا موضوع أخر لا يقل أهمية، وهو ممارسة الرياضة بهدف جني ثمار فوائدها الصحية، ومع وضع بعض الحلول التي قد تواجه الرياضيين عند ممارستها في فصل الصيف، إذ أن ذاكرتي بدأت بالانتعاش مع بداية ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، فقد كنت أمارس رياضة المشي في الصيف الماضي على شاطئ البحر في بعض الأحيان، ولا يوجد أجمل من المشي بجوار البحر ومع وجود خيارات متعددة بشواطئ عمان الجميلة، وفي أحيان أخرى كنت أمارس رياضة المشي بأحد الملاعب الرياضية المفتوحة، أو بجوار المنزل، ومع ارتفاع درجات الحرراة ولهيب الشمس، وإزدياد الرطوبة، أصبحت حائرا فيما يتعين علي فعله، خصوصا أنني جربت في الماضي التسجيل بأحد الأندية الصحية، ولكنني أخفقت في الإلتزام، إذ أنني كنت أحضر يوما لأداء التمارين الرياضية وأتغيب باقي أيام الأسبوع.
وخلال أحد أيام الصيف الحارقة كنت أتسوق بالمجمع التجاري لشراءِ بعضٍ من إحتياجاتي،وتكرر الأمر عدة مرات، وإذا بي أجد الحل لمشكلتي التي كنت في طور البحث عن حلٍ مناسب لها، إذ تبين لي أن العديد من الناس يذهب إلى المجمع التجاري لممارسةِ رياضة المشي، وبمختلفِ الأعمار، ومن الجنسين، فعلى سبيل لاحظت أن الكثير من المتقاعدين والمتقاعدات يمارسون هذه الرياضة في الفترة الصباحية، مستفيدين من قلة عدد زوار المجمع التجاري في وقت الصباح، وهذه الفئة ليست لوحدها التي تمارس الرياضة بالمجمع في ذلك الوقت، فأيضاً ربات البيوت يشتركن معهم في هذا الأمر،أما أغلب الموظفين فيأتي دورهم في الفتراتِ المسائية.
ولـتحقيق الأهداف المنشودة من رياضة المشي، نجد أن قسما من الرياضيين يأتي إلى المجمع التجاري مرتدياً الملابس الرياضية، وبعضهم يكتفي بارتداء الأحذية الرياضية، ومن واقع التجربة أنبهُ إلى أهمية إرتداء حذاء رياضي على أقل تقدير، إن تعذر ارتداء الملابس الرياضية، كما أن بعضهم يستخدم برامج الهواتف أو ساعات يد ذكية، لتساعدهم على احتساب خطوات المشي، والحصول على مجموعة من المعلومات الصحية المتعلقة بمشيهم، وتسمح لهم بقياس ما انجزوه، وحرقوه من سعراتٍ حرارية، واحتساب المدة الزمنية لمشيهم، ومعدل نبضات القلب، وغيرها من المعلومات التي تساعدهم على قياس أدائهم الرياضي وتقويمه إن إستدعى الأمر.
كما تبين لي بأن المجمعات التجارية تتوفر بها مجموعة من العوامل التي تجعلها بيئة مناسبة لممارسةِ رياضة المشي، فالأمر لا يقتصر عن كون انها توفر المكان البارد في عز الصيف، فالأرض المستوية في المجمع التجاري هي مناسبة جدا لكبار السن أو لمن يعاني بعض الإصابات الرياضية، وبالإضافة إلى ذلك فإن المجمعات التجارية مزودة بمرافق مهمة مثل توفر، دورات المياة، وأماكن مخصصة للصلاة، وبها كراسي تسمح بأخذ استراحة محارب والجلوس لفترةٍ زمنية ومن ثم أستكمال المشي، كما أن الممارس لرياضة المشي بالمجمع التجاري لن يشعر بالوحدة ابدا، فالناس متواجدين في جميع أرجاء المجمع، وكذلك فإن وجود أشخاص أخرين يمارسون رياضة المشي هو أمر محفز لبذلِ المزيد من الجهد. ولتعزيز الإستفادة من ممارسة الرياضة بالمجمعات التجارية، نتمى زيادة عدد المطاعم المُقدِمة للأطعمة الصحية، وتوفير مياة الشرب بمختلف الأماكن بالمجمعات التجارية، وكذلك فإنه من الضروري وجود أفراد متخصصين من الجهات المعنية، لقياسِ معدلات السكر وضغط الدم، وغيرها من الفحوصات، ونشر التوعية الصحية، وتنبيه الناس عن خطورة التدخين، وإرشادهم بكيفية الإقلاع عنه، وإقامة أنشطة مفيدة للمجتمع مثل حملات التبرع بالدم، والتوعية والتثقيف ببعض الأمراض كمرض السرطان، وأيضاً جمع التبرعات لدعم المرضى المصابين بهذا المرض وغيره من الأمراض.
